الزاوية الهبرية الدرقاوية الشاذلية مداغ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الشيخ سيدي محمد مختار الهبري رضي الله عنه شيخ الطريقة الهبرية مداغ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حاجة المسلم الى المرشد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لزاوي محمد مقدم الطريقة

لزاوي محمد مقدم الطريقة


عدد المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 01/08/2015
العمر : 44

حاجة المسلم الى المرشد Empty
مُساهمةموضوع: حاجة المسلم الى المرشد   حاجة المسلم الى المرشد Emptyالأحد أغسطس 30, 2015 12:08 pm

:مقدمة

ان المرشد هو النور الكاشف للظلمات و الشبهات , و هو الذى منحه الله الفقه فى دين الله , و تأويل المتشابهات , و فك رموز الخفيات من آيات القرآن و حديث رسول الله r, و هو الفرد الذى تتنزل عليه الفيوضات و الالهامات من العلوم الوهبية اللدنية , زيادة كل ما حصله من العلوم الكسبية و الجتهادية , و هو العبد الذى اتاه الله رحمة فى قلبه بعباد الله حتى قام يبذل كل ما لديه لاخراج الناس من الظلمات الى النور , و يبين لهم معالم الدين الحنيف , و يجدد اثار السنة المطهرة , و يعيد الى الاذهان ما خفى من هدى أئمة الهدى , و ما اندرس من آداب و أحول و سلوك السلف الصالح رضى الله عنهم , و ذلك سر قول رسول الله r :

"

ان الايمان ليخلق كما يخلق الثوب فجدده"

و الايمان عمل من اعمال القلوب , و هو التصديق بكل ما جاء به رسول الله r من عند الله , و اليقين بالآخرة ,و الغيب الذى فرض الله علينا الايمان به و تجديد هذه الحقائق , و انما يكون بتلقى العلم النافع من العارف الربانى المرشد الروحانى , الذى خشى الرحمن بالغيب و جاء اليه بقلب منيب .

و هذا العلم تتزكى به النفوس , و تتطهر به القلوب , و تعلو به الهمم , و تنحشف به الحقائق للمؤمن , فيتجدد ايمانه , و يقوى يقينه , و يقبل على الاعمال البدنية بعزيمة صادقة و صدر منشرح , بحيث يكون له فى كل عمل مشاهدت خاصه , و نيات صالحة , و قصود طبية .

و المرشد الكامل أمل المؤمن و بغيته , و طلب امؤمن و مقصده , لأن صحبته تؤثر على نفسه تأثيرا مباشرا و عميقا , و تجعل المؤمن تشبه به فى سيره و سلوكه , وأخلاقه و آدابه , و تأثير الصحبة على النفوس أمر لا يستطيع أحد ان يتجاهله , قال رسول الله r:" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " (1) .

و قال صلى الله r :" مثل الجليس الصالح و الجليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير , فحامل المسك أما أن يحذيك و أما أن يبتاع منه و أما أن تجد منه ريحا طبية , ونافخ الكير أما أن يحرق ثيابك و أما أن تشم منه رائحة كريهة "

و من هنا كان طلب المرشد واجبا على المؤمن , لأنه يحمل المسك , و هوالعلم الذى يؤثر فى النفوس , و يجد المؤمن رائحته فى نفسه فيهش له القلب و يبش , و يشتاق المؤمن الى الجمالات و الكمالات الحقيقية من معانى الدين الشريف , وهى الأمور التى تتجدد بها الايمان , من الحب فى الله و البغض فى الله , و الثقة بالله , و التوكل على الله , و التفويض لله , و الصبر و الرضى , و الزهد و الورع , و الايثار و البر و الاحسان , و العفو و المسامحة , و الصلة و المودة , و المرءة و النجدة و الشجاعة , و البعد عن محارم الله و عن كل ما يكرهه الله و رسوله ظاهرا و باطنا , حتى يكون عبدا قائما لله عز و جل بما يحبه و يرضاه , فى كل وقت من اوقاته , بل فى كل نفس من أنفاسه .

و هذا لا يكون الا بصحبة العارف بالله , الخبير بأمراض النفوس و كيفية علاجها , لأنه يستخرج الشفاء من كتاب الله تعالى و سنة رسوله r , و قال الامام على رضى الله عنه و كرم الله وجهه :

" اللهم لا تخلى الأرض من قائم لك بحجة , أما ظاهرا مشهورا , أو باطنا مستورا , لأن لا تبطل حجج الله و بيناته "

و قال أيضا رضى الله عنه : فلا تصحبن الا تقيا مهذبا عفيفا زكيا منجزا للمواعد .

و المرشد المطلوب من أجل الترقى فى المقامات , و الرفعة الى أعلى الدرجات , لأن المقامات غيب خفى , و المرشد ينزل بالسالك فيها على قدر قواه الروحانية من غير ارهاق و لا اجحاف , و قال تعالى :

" و لا ترهقنى من أمرى عسرا " (3) .

و كان ذلك على لسان سيدنا موسى للخضر أثناء صحبتهما , و قال تعالى :

" و ما أريد ان أشق عليك ستجدنى ان شاء الله من الصالحين " (4) .

و كان ذلك على سيدنا شعيب لسيدنا موسى عليهما السلام , و عندما طلب منه أن يعمل اجيرا ثمانى سنوات , و أن يتمها من عنده عشرا , وذلك فى مقابل مهر أبنته التى زوجها له .

و تلك هى شروط الصحبه فى الله و رسوله التى بينها القرآن الشريف لنا حتى تكون نبراسا يضئ لنا فى كل زمان و مكان .

و لقد كان اصحاب رسول الله r أئمة الهداة و العارفين و المرشدين , رضى الله تعالى عنهم اجمعين فهم فى الذروة من كل مجد و سناء , ومن كل خلق كريم و صفاء , و لقد أفلح القائل :

قم للمعلم و فه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا

أرايت أفضل أو أجل من الذى يبنى و ينشئ أنفاسا و عقولا




و قال الامام على :

أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم انسان

و لله در القائل :

أقدم أستاذى على حق والدى و ان كان لى من والدى النسب و الشرف

فذاك مربى الروح و الروح جوهر و هذا مربى الجسم , و الجسم من صدف

ويقول الامام ابو العزائم رضى الله عنه :

هذبا للنفس ان رمت الوصول غير هذا عندنا علم الفضول

حصل العلم بعزم صادق لا تكن فى العلم كسلانا ملول

علم النفس بتوحيد العلى من بيان الآى عن الفرد قؤول

و اصطفى الرؤوف الرحيم اسعى الى من يزكى النفس عنه لا تحول

حصل الاحكام بالقدر الذى يقتضيه الوقت لا قال يقول ...




المرشد يكشف لنا عن اسرار هذه الاحكام و حكمتها

من هذا العرض السريع , ينكشف لك يا أخى السائل , ضرورة التعرف على المرشد الكامل , و مجاهد النفس فى صحبته , و ان كان معنا و بيننا العلماء الحافظون لأحكام الشريعة , و المفتون لنا فو مشكلاتنا , الا ان المرشد يكشف لنا عن اسرار هذه الاحكام و حكمتها , و يعرف أمراض النفوس و كيفية علاجها , ولأن حاله يشرق على النفوس فيزكيها , و على القلوب فيطهرها , و على الأرواح فيرقيها , و على الجوارح فتقشعر من خشية الله و تلين الى طاعة الله و رسوله , و ان الحكمة العالية تتراءى لنا من خلال احاديثه , تهدى العقول و الافكار الى سواء السبيل

و المؤمن الطالب للوصول الى رضوان الله الأكبر ومعية رسوله r , يجب عليه ان يلازم المرشد رضى الله عنه بقدر استطاعته , حتى يعيش فى دائرة الحياة الحقيقية التى دعانا الله عز و جل اليها بقوله :

" يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول اذا دعاكم لما يحييكم " (5) .

فان انتقل المرشد الى الحياة البرزخية , صاحب المريد أشبه الناس به أعماله و أقواله , و أخلاقه و آدابه , و سيرته حتى لا يحرم المؤمن صحبة المرشد فى صورة من صوره القربية منه فى المعانى و الحقائق , و ذلك معنى قول الله عز و جل على لسان سيدنل ابراهيم عليه السلام :" و اجعل لى لسان صدق فى الآخرين "

اى انسان من أهل الصدق فى اعماله و أقواله , و أحواله , بحيث يكون وارثا لما أكرمتنى به من النبوه و العلم و الحكمة , فيكون هذا الانسان الذى ورثنى فى ذلك , امتدادا لعمرى الكونى , و لحياتى العلمية و العملية , و كأننى بذلك أعيش و أعمل الخير , و لى ثواب ذلك و أجره من غير أن ينقص من أجر الوارث شئ , و قال r :

" من سن فى الاسلام سنه حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئا " (7) .

و طلب المرشد و صحبته , صارت أمرا لازما للمؤمن , يذكرنا به القرآن الكريم فى قول الله عز و جل :

" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا من الصادقين " (Cool .

و المتدبر لهذه الآية الشريفة , يرى أن الله عز و جل , يأمر فيها المؤمن بأمرين :

الأمر الأول , هو تقوى الله عز و جل , و الأمر الثانى , هو أن يكون المؤمن مع الصادقين حيث يكونوا , و كون الأمر الثانى مترتب على الأمر الأول , و هو تقوى الله و يعطى أهمية بالغة للأمر الثانى , و هو ضرورة البحث عن الصادقين الذين صدقوا مع الله و رسوله , و ضرورة صحبتهم و ملازمتهم , حتى يعيش المؤمن فى دائرة الصدق و الصادقين و الصديقين , فلا يجد المؤمن فراغا من وقته يلعب به الشيطان فى اللهو و الهزل , و البعد عن الله و رسوله , بيضيع وقته , و هو أغلى شئ عنده , فانه بفقده يفقد نفسه و حياته و كل شئ , و لا يمكن عودة ما مضى من الوقت , و لا درك ما فاته فيه , فأن لكل وقت واجب مخصوصا , و حقا معينا , قد فات بوفاته , و ضاع بضياعه .






و صحبة الرجال تجعل الانسان منهم , و على الأقل يكون من أهل معيتهم , وقال r :" هم القوم لا يشقى هم جليسهم " (9) .فينال من فضلهم الذى ينعمون فيه , و كذلك صحبتهم تحفظ الانسان و تصونه من المعصية و أسبابها لأنه حصون أمن العارفين بالله , فهم يتولونه بالرعاية و النظر و المتابعة , قال تعالى :" انما وليكم الله و رسوله و الذين أمنوا " (10) .فولاية الله للمؤمن , التفضل عليه بسابقة الحسنى أزلا , وعنايته به أبدا , وولاية رسول الله للمؤمن اخراجه اياه من الظلمات الى النور . قال تعالى :" رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا و عملوا الصالحات من الظلمات الى النور " (11) .وولاية العارفين بالله للمؤمن أمرهم له بالمعروف , و نهيهم له عن المنكر , بالاسلوب الذى يجعله يعشق المعروف و يسارع الى عمله , و يبغض المنكر و يفر من الوقوع فيه , قال الله تعالى : و المؤمنين و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر "(12) . فكلما همت نفس المؤمن بمعصية أو بمكروه , وجد من يذكره و ينبهه , و يعيد اليه رشده و صوابه , لأنه فى دائرة ولاية العارف بالله و رعايتة , و كل راع مسئول عن رعيته , و كذلك يكرم بالمعارف و العلوم التى تكشف عنه سحب الجهالة و الغفلة و البعد عن رضوان الله و رسوله .و هناك كثير من الآيات القرآنية التى تحث المؤمن على الصبر فى صحبة العارفين والتأسى بهم . قال تعالى :" و أصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشى يريدون وجههو لا تعدوا عيناك عنهم " و قال سبحانه على لسان مؤمن أل فرعون :" و قال الذى آمن يا قوم اتبعونى أهدكم سبيل الرشاد " و قال الله تعالى : " و اتبع سبيل من أناب اليك " (15) .و قال صلى الله عليه و سلم :" اذا رأيتم الرجل قد أوتى صمتا و زهدا فاقتربوا منه فانه يلقى الحكمة " (16) .و المتأمل فى احوال العارفين بالله و رسوله , و يجد أنهم امناء الله و رسوله على دين الله ورسوله , و خلفاء الله و رسوله على عباد الله , و الحريصون على خير الناس كلهم , و المجاهدون فى سبيل ايصال هذا الخير لعباد الله , متخذين فى سبيل ذلك كل الوسائل والحيل , أملا فى نجاة الناس و هدايتهم الى الصراط المستقيم , و قد استودع الله الرحمة و الحلم فى قلوبهم , و جعل الاخلاص و الصفاء و الطهر من شيمهم :" يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما اوتوا و يؤثرون على انفسهم و لو كان بهم خصاصة " و معنى ( لا يجدون فى صدورهم حاجة مما اوتوا ) يعنى أن صدورهم ليس فيها حاجة و رغبة الى شئ من متاع الدنيا و نعمها , التى اكرم الله بها اخوانهم المهاجرين , فلا تستشرف نفوسهم , و لا تتطلع الى شئ مما اعطاه الله و رسوله لاخوانهم المهاجرين , و ان صدورهم قد ملئت بالرضا عن الله و رسوله , و عن اخوانهم الين آتاهم الله و رسوله من فضله .و ذلك ميزان دقيق جدا يزن الله به احوال الرجال العارفين بالله , فان العبد الذى يجد فى نفسه غضاضة , أو ألما , أو كراهية , أو استياءا من رزق مادى أو روحى ساقه الله لاحد من اخوانه المؤمنين , فلن يشم رائحة المعرفة باللع عز و جل , لأنها حظر على هذه الصدور المتبرمة بفعل الله و عطاء الله فقط فى المدينة , و انما هى اوصاف لمن يحبه الله من عباده المقربين , اين كانوا و كيف كانوا , و فى أى زمان كانوا .لأن العبرة فى كلام الله و رسوله , و انما تكون بعموم اللفظ لا بخصوص السبب , فان الله يضع مبادئ عامة , و قواعد كلية , و نظاما شاملا يسير عليه المسلمون الى يوم القيامة .من هذا العرض السريع , ينكشف لك يا أخى السائل , ضرورة التعرف على المرشد الكامل , و مجاهد النفس فى صحبته , و ان كان معنا و بيننا العلماء الحافظون لأحكام الشريعة , و المفتون لنا فو مشكلاتنا , الا ان المرشد يكشف لنا عن اسرار هذه الاحكام و حكمتها , و يعرف أمراض النفوس و كيفية علاجها , ولأن حاله يشرق على النفوس فيزكيها , و على القلوب فيطهرها , و على الأرواح فيرقيها , و على الجوارح فتقشعر من خشية الله و تلين الى طاعة الله و رسوله , و ان الحكمة العالية تتراءى لنا من خلال احاديثه , تهدى العقول و الافكار الى سواء السبيل .و فقنا الله جميعا لمعرفة المرشد الكامل , لأنه صورة رسول الله التى تعيش على بيننا , و رزقنا الله جميعا صحبته و محبته .. آمينو صلى اللهم على سيدنا محمد الممد بروحانيته أرواح الأئمة المهتدين , و الأمناء الناصحين , و على آله > والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم


صورة من سجل القصاصات 4
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://habriya.7olm.org
 
حاجة المسلم الى المرشد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الزاوية الهبرية الدرقاوية الشاذلية مداغ :: موقع الزاوية الهبرية الدرقاوية الشاذلية :: الزاوية الهبرية مداغ =لدخول لمجموع المواضيع من هنا-
انتقل الى: