النور في بيان جواز التوسل بالأنبياء والصالحين
وأهل القبور
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أذل البدع وأهلها وأعز السنة ومن استأهلها فقيض لها في كل
زمان طايفه لا يضرها من خذلها مسلطه سيوف الأدله علي من حرف الشريعة أو بدلها وأصلي وأسلم علي محمد بن عبد الله النبي الأمي الذي علم ألامه التوحيد وأسس لنا قواعد الشريعة والإسلام وتركنا علي الواضحه وأتم لنا ديننا
والذي قرن الله اسمه باسمه وقال فيه قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين
وعلي إله وأصحابه الذي فازوا بصحبته ونالوا بركته أما بعد,
خرج علينا من القرون المتأخرة بعض الأقوال التي يضحك لها الصبيان من عدم جواز التوسل بالنبي الأمين صلى الله عليه وسلم والصالحين واتهموا أهل الإسلام المتوسلون بالشرك والزندقة وتبديل هذا الدين وتبعهم بعض الجهال فرددوا أقوالهم التي شذت عن الإجماع وجمهور المسلمين.
فكان لزاما علينا التوضيح والرد علي الغلاة المتعصبين الذين أنكروا ما ثبت في الشرع المبين بالدليل المتين .بعد أن بدلوا الحقائق البهية.وخالفوا السواد الأعظم من أمه النبي الامين وخالفوا صريح الكتاب وصحيح السنة وضربوا بأقوال جل علماء الأمه عرض الحائط بلا حياء ولا استحياء وحصروا الحق في أقوالهم الباطلة.
وصدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل عن ابن عمر-رضي الله عنه-:
"إن الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة أبداً، وإن يد الله مع الجماعة، فاتبعوا السواد الأعظم، فإن من شذ في النار)
رواه الترمذي (٢٠٩٣)، والحاكم (١/١٩٩-٢٠٠)، وأبو نعيم في الحلية (٣/٣٧)وابن مندة،من طريق الضياء عن ابن عمر
والسواد الأعظم من جل علماء المسلمين دونوا آرائهم الواضحه وطفحت كتبهم بما ينص على استحباب التوسل بالنبي صلوات الله عليه وتسليمه
وأهل الله من الأولياء والصالحين ولم ينكر نكير إلا في القرون المتأخرة وكأنهم يرمون أئمة المذاهب وجل العلماء طيلة هذه القرون السابقة بل ومن بعدها بالشرك والكفر والابتداع أعوذ بالله من هذا واستغفر الله من هذه الأقوال
فلا ينكر نكير توسل ألائمه الكمل
مثل الإمام النووي شارح صحيح مسلم والإمام ابن حجر العسقلاني شارح صحيح البخاري والإمام القرطبي وسلطان العلماء العز ابن عبد السلام وغيرهم الكثير كما سنري في صلب الأدله التي سنوردها مع بيان أقوالهم وهم ممن حفظوا لنا هذا الدين ونقلوه إلينا رضي الله عنهم وأرضاهم
وهذه المطوية التي التقطنا مادتها من جل كتب العلماء فصرفنا عنان الجهد لالتقاط ما هو مطلوب البيان في هذا المقام
وسنعرض في هذه المطوية الملتقطه من أقوال العلماء مع بعض الشروحات لما استعصى من الكلمات بعض الأدله في الاستعانة والتوسل والاستغاثة بالنبي وبالصالحين
وما دعانا الي صرف الجهد والتقاط اقوال جل علماء الامه هو رمي الجهلاء لسواد الامه الاسلامية بالشرك والالحاد والحقيقة أن لو كان هذا شركا أو منفذا للوقوع في الشرك كما يدعي من حرم التوسل والاستغاثة لكان أمرا عظيما لأنه بذلك يكون قد أتهم محمدا ابن عبد لله عليه الصلاة والسلام بِالتَّقْصِيرِ في أداء رسالته وترك اُمْتُهُ تتردى في مهاوي الضلال، وتكون الأمة ـ على مرّ الأزمنة السابقة ـ قد وقعت في الشرك، وهو أمر لا يجوز عقلاً ولا شرعاً، وكيف يستقيم ذلك مع قوله صلى الله عليه وسلم
: "تركتكم على الواضحة"!
واليوم أكملت لكم دينكم
عن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنّه لم يكن نبي قبلي إِلَّا كان حقاً عليه أن يدل اُمْتُهُ على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم)
صحيح مسلم: ٣/١٤٧٢ كتاب الإمارة.
فإذا كان الأمر (التوسل والاستغاثة بهذه الدرجة من الخطورة على عقائد المسلمين لما أغفل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر ولكان نهى عنه بكل شدّة
بل نبينا صلى الله عليه وسلم هو من علمنا التبرك والتوسل كما سنري
بل إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد تبرّك بوضوء المسلمين، كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة
:فعن ابن عمر, قال: قلت يا رسول الله, أتوضأ من جرّ جديد مخمّر أحبّ إليك, أم من المطاهر؟ قال: "لا, بل من المطاهر, إن دين الله يسّر الحنيفية السمحة". قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه, يرجو بركة أيدي المسلمين.
مجمع الزوائد: ١/٢١٤، وقال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثّقون،
كنز العمال: ٧/١١٢، ح ١٨٢٣١
وليعلم أحبائنا المسلمون أننا سنورد فقط امثله من أنواعها وليس من باب الإحصاء فإن إحصائها لا يتيسر للباحث وفي ما سنورده الكفاية بإذن الله لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
وسنقسم هذه المطوية إلى خمسه فصول لتخدم المقام الذي نحن بصدده
الفصل الاول:- مصطلحات لغوية
الفصل الثاني:- ما أستند إليه المخالفون وتوضيح الإشكال
الفصل الثالث:- أدله التوسل بالأحياء والأموات من الكتاب والسنة وأقوال العلماء
الفصل الرابع:- الحياة البرزخية وحقيقتها
الفصل الخامس:- فصل في أسماء أشهر علماء ألامه الإسلامية المتوسلين