القاعدة العقدية الأصولية في الصفات:
1) ــ كل الصفات التي دلت عليها الآياتُ المحكمات وكانت مشتقةً من الأسماء الحسنى هي صفات لذات الله تعالى يقينية قطعية
2) ــ كل الصفات التي أوردتها آياتٌ متشابهات وليس لها علاقة بالأسماء الحسنى فهي صفات استنباطية اجتهادية ظنية
ـــ الأولى يجب أثباتها تحقيقاً
ـــ والثانية يجوز تفويضها أو تأويلها أو إثباتها إجمالاً
قلتُ :
السلفيون (وخاصة المتحجرون المنغلقون) يدلسون على المسلمين في أمور العقيدة ، ويقولون: ""لا فرق بين صفات السمع والبصر والعلم والقدرة والحكمة والحياة وصفات اليد والوجه والعين"" !!!! وهذه مغالطة وتدليس خطير على المسلمين ؛ فالصفات الأولى دلت عليها الآيات المحكمات ومشتقة من الأسماء الحسنى وليس بين المسلمين خلاف عليها ، وإنما جميع مذاهب أهل السنة يجمعون على وجوب إثباتها تحقيقاً ؛ أما الثانية فقد أوردتها الآيات المتشابهات وجاءت ضمن سياق أخبار ولا علاقة لها بالأسماء الحسنى ، ولا زال المسلمون يختلفون عليها وحولها منذ عصر السلف إلى يومنا هذا : هل تفوض أم تأول أم تثبت إجمالاً ؟!!
*
*
زيادة تفصيل:
أمثلة من الصفات القطعية اليقينية التي مصدرها الآيات المحكمات ومشتقة من أسماء الله الحسنى
1) ((هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) [سورة الحشر من آية 22 إلى آية 24]
هذه أربعة عشر اسماً حسناً (من اسماء الله الحسنى) ، ومن كل اسم اشتقت صفة لله يقينية قطعية ، والآية محمكة !
2) ((إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)) [سورة غافرآية 20]
اسمان لله من الأسماء الحسنى اشتقت من كل واحد منهما صفة لله يقينية قطعية ، والآية محمكة
3) (( وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)) [سورة التوبة آية 104]
اسمان لله من الأسماء الحسنى اشتقت من كل واحد منهما صفة لله يقينية قطعية ، والآية محمكة
وهكذا نجد أن كل اسم من أسماء الله الحسني قد جاء في كتاب الله على هذا المنوال : (إن الله هـــــــــــو ....)
*
*
أمثلة من الصفات الاجتهادية الظنية التي مصدرها الآيات المتشابهاات ، وليست مشتقة من الأسماء الحسنى ، وإنما جاءت ضمن سياق خبري
1) ((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) [سورة طه آية 5]
2) (( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)) [سورة الفتح آية 10]
3) ((وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )) [سورة البقرة آية 115]
الخلاصة:
كل صفة لله من النوع الأول والدرجة الأولى كان للسلف الصالح فيها مذهبٌ واحدٌ ووحيدٌ ، ألا وهو الإثبات اليقيني القطعي ، ولا يسعهم إلا ذلك ، فمراد الله من الآيات واضح وجلي
وكل صفة لله من النوع الثاني والدرجة الثانية فقد كان للسلف الصالح فيها ثلاثة مذاهب:
الأول : التفويض
الثاني : التأويل
الثتالث: الإثبات الإجمالي
كانوا رضي الله عنهم في سعة من أمرهم في ما يخص هذه الآيات المتشابهات ، إذ اللغة العربية التي بها نزل القرءان الحكيم تحتمل كل ذلك !!