"أحاديث الظِّل"
أولاً: الظل مضافاً إلى الله تعالى
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( سبعةٌ يظلُّهمُ اللَّهُ في ظلِّهِ يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّهُ الإمامُ العادلُ، وشابٌّ نشأَ في عبادةِ اللهِ، ورجلٌ قلبُه معلَّقٌ في المساجدِ، ورجلانِ تحابَّا في اللهِ اجتمعا علَيهِ وتفرَّقا عليه، ورجلٌ طلبتهُ امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ فقالَ إنِّي أخافُ اللَّه. ورجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ أخفاها حتَّى لا تعلمَ يمينُه ما تُنفقُ شمالُه ، ورجلٌ ذَكرَ اللَّهَ خاليًا ففاضت عيناهُ)). (1)
ثانياً: الظل مضافاً إلى العرش
1- حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((المتحابُّونَ في اللَّهِ يظلُّهمُ اللَّهُ في ظلِّ عرشِهِ يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّهُ)) (2)
.................................................. .....
شرحُ العلماءِ المحققين لجميع أحاديث الظل:
1) ـــ قال الحافظ ابن رجب الحنبلي: (صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن ((من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله))، خرَّجه مسلم من حديث أبي اليسر الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم وخرَّج الإمام أحمد والترمذي وصححه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من نفس عن غريمه، أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة))، وهذا يدل على أن المراد بظل الله: ظل عرشه) .
2) ـــ قال البغوي في شرح حديث السبعة: (قيل: في قولـه: ((يظلهم الله في ظله))؛ معناه: إدخاله إياهم في رحمته ورعايته، وقيل: المراد منه ظل العرش) .
3) ـــ قال الحافظ ابن حجر عند شرح حديث السبعة: (قيل: المراد ظل عرشه. ويدل عليه حديث سلمان عند سعيد بن منصور بإسناد حسن: ((سبعة يظلهم الله في ظل عرشه...)) (فذكر الحديث)، وإذا كان المراد ظل العرش؛ استلزم ما ذكر من كونهم في كنف الله وكرامته من غير عكس؛ فهو أرجح، وبه جزم القرطبي، ويؤيده أيضاً تقييد ذلك بيوم القيامة؛ كما صرح به ابن المبارك في روايته عن عبيد الله بن عمر، وهو عند المصنف في كتاب الحدود، وبهذا يندفع قول من قال: المراد ظل طوبى أو ظل الجنة؛ لأن ظلهما إنما يحصل لهم بعد الاستقرار في الجنة، ثم إنَّ ذلك مشترك لجميع من يدخلها، والسياق يدل على امتياز أصحاب الخصال المذكورة، فَيُرَجَّحُ أنَّ المراد ظل العرش) .
..............................................
ورغم كل ذلك فقد شذ الشيخ عبد العزيز بن باز عن الجميع وأثبت صفة الظل لله تعالى!
سئل رحمه الله:
حديث السبعة الذين يظلهم الله عزَّ وجلَّ في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فهل يـــــوصــــف الله تعالى بأنَّ لــــــه ظـــــلاً؟
فأجاب:
(نـــــعـــــم كما جاء في الحديث، وفي بعض الروايات (في ظل عرشه) لكن في الصحيحين (في ظله)، فــهــو لــــه "ظِـــــــــــــــــلٌّ" يليق به سبحانه لا نعلم كيفيته مثل سائر الصفات، الباب واحد عند أهل السنة والجماعة والله ولي التوفيق)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رواه البخاري (660) ، (1423) ، (6806) ومسلم (1031)
(2) أورده الألباني في "مختصر العلو" (73) ؛ وقال : صحيح