حكم من أوهم أن الله جسم أو يتألف من أبعاض:
قال الإمام أحمد بن حنبل عن الجسم : (وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم على كل ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف والله تعالى خارج عن ذلك كله فلم يجز أن يسمى جسماً لخروجه عن معنى الجسمية، ولم يجئ في الشريعة ذلك فبطل) كتاب اعتقاد الإمام المبجل أبي عبد الله أحمد بن حنبل.
الراجح في المذاهب الأربعة أن من قال إن الله جسم كأجسامنا فقد كَـــفَــــرَ لأنه مشبه، ومن قال إنه جسم لا كالأجسام فقد كَـــفَـــرَ، ومن أوهم السامع بأنه جسم فقد كَــفَــرَ لأنه إيهام بنقص. وإليك تفصيل ذلك في المذاهب الأربعة.
في مذهب الـــــحــــنـــفــــيـــة:
من قال هو جسم كالأجسام أو أطلق فقال جسم فقد وقع في بدعة مكفرة، ومن قال إن الله جسم لا كالأجسام فقد وقع في بدعة مفسقة وقيل مكفرة. في تبيين الحقائق للزيلعي: 1/135: (والمشبّه إذا قال: له تعالى يد ورجل كما للعباد فهو كافر ملعون وإن قال جسم لا كالأجسام فهو مبتدع; لأنه ليس فيه إلا إطلاق لفظ الجسم عليه وهو موهم للنقص فرفعه بقوله لا كالأجسام فلم يبق إلا مجرد الإطلاق وذلك معصية تنتهض سببا للعقاب لما قلنا من الإيهام بخلاف ما لو قاله على التشبيه فإنه كافر وقيل يكفر بمجرد الإطلاق أيضا وهو حسن بل أولى بالتكفير)
في مذهب الـــمـــالـــكــيـــة:
لا يختلف الحكم عما عند الحنفية، وفي حاشية العدوي على شرح الخرشي: (من قال: جسم كالأجسام هذا هو الذي يكفر قائله, أو معتقده, وأما من قال: جسم لا كالأجسام فهو مبتدع على الصحيح) . وفي حاشية العدوي على كفاية الطالب 1/102: (وكمن يعتقد أن الله جسم كالأجسام, وأما من يعتقد أنه جسم لا كالأجسام فلا يكفر إلا أنه عاص; لأن المولى سبحانه وتعالى ليس بجسم)
في مذهب الـــشـــافـــعـــيــــة:
أما الشافعية فلهم تفصيل فالتجسيم الصريح كفر وغير الصريح ليس بكفر والمراد بالتجسيم الصريح هو التصريح بأن الله جسم ذو أبعاد، وغير الصريح هو إثبات ما يلزم منه التجسيم, أو القول بأنه جسم لا كالأجسام. وفي البحر المحيط للزركشي 8/280: (وأما المخطئ في الأصول والمجسمة فلا شك في تأثيمه وتفسيقه وتضليله، واختلف في تكفيره)
في مذهب الـــحـــنـــابـــــلـــة:
وللحنابلة أيضا تفصيل: فعلماء ومجتهدي المجسمة عندهم كفار وعامتهم ومقلديهم ليسوا بكفار. ومن الحنابلة من يطلق التكفير على المجسمة من غير تفصيل ومنهم من يطلق عدم التكفير. نقل ابن حمدان في نهاية المبتدئين ص30 عن أحمد ( تكفير من قال عن الله جسم لا كالأجسام) ونقله صاحب الخصال من الحنابلة انظر كتاب تشنيف المسامع ص 346