"السيرة الدموية للدعوة النجدية الوهابية" 4
دحض قولهم أن زمن محمد بن عبد الوهاب زمن كله كفر وعبادة أشجار ولا يوجد إسلام.
إن الذين يمدحون الوهابية إما جهال لا يقرؤون التاريخ ، وإما مشتركون في إثم دماء المسلمين الذين قتلهم الوهابية معتقدون التكفير والسيف على رقاب المسلمين ، كالوهابية مصححون لفعله او منهم من خدع أو من يحاول ان يلم شمل الأمة ، وسنظهر في هذا الموضوع التكفير والإرهاب الذي بثه محمد بن عبد الوهاب في نفوس أتباعه من خلال كتبه.
والعجب العجاب أن الوهابية في هذا الأوان يقولون: (( نحن لسنا من أهل التكفير ولا نعلم من أين أتانا الإرهاب والتكفير )) !!!!
وينقلون لنا قولاً لمحمد ابن عبد الوهاب ينفي التكفير عن نفسه مع أن جميع كتبه هي قنابل تحمل بين طياتها التكفير من الغلاف للغلاف!!!
فعدم التكفير في بداية أمره هو وجود والده و إستخدام النفاق ليقوم بكسب بعض المغفلون في صفه ، وكان ذلك منه نفاقاً لخداع الأمة الإسلامية ، وما أن وصل إلى القوة حتى إستباح لنفسه التكفير والقتل والتدمير كما سنرى.
ولإثبات كذب أقوال ابن عبد الوهاب التي يذكرها في كتبه ، ولمعرفة أن جرائمه كانت في حق المسلمين، وعلماء نجد والأمة الإسلامية في ذلك الوقت ، وأن عصره لم يخلو من العلماء كما يقول ويكذب ، ويردد كذبه اتباعه من بعده فتأمل.
وستعلم أن القوم أفاكون مدلسون في قولهم: "كان الشرك يعم ولم يكن في عصره علماء!"!
محمد بن عبد الوهاب كان يرد على مسلمين ولم يكن يرد على كفار ولا مشركين كما يدعي هذا التكفيري وكذلك أتباعه من بعده ؛ وهذه رسائله وكتبه ليس فيها تسمية لمشرك ولا كافر ، وإنما فيها تسمية لعلماء المسلمين في عصره وفقهاء نجد والحجاز والاحساء ، والذين تراجمهم في كتب التراجم تدل عليهم وعلى شهرتهم !! وكتبهم تشهد بعلمهم وتقاهم وورعهم ، بل كفرهم أيضاً أبناءُ وأحفادُ محمد بن عبد الوهاب السائرون على خطى أبيهم في التكفير :
كابن فيروز
ومربد التميمي
سليمان بن عبد الوهاب
وابني سحيم سليمان
وعبد الله بن عبد اللطيف
ومحمد بن سليمان المدني
وعبد الله بن داود الزبيري
والحداد الحضرمي
وابن عفالق
والقاضي طالب الحميضي
وأحمد بن يحي
وصالح بن عبد الله
وابن مطلق
وغيرهم من العلماء الذين يطلق عليهم محمد بن عبد الوهاب : (المشركون في زماننا)!!
ويردد ذلك أبناؤُه وأحفادُه في أقوالهم.
وللشيخ عبد الله البسام كتاب: "علماء نجد خلال ثمانية قرون" ولم يتهم أحداً منهم بالبدعة ، فضلاً عن عبادة الأصنام وتفضيل دين عمرو بن لحي! وكتب الشيخ القاضي عن (علماء نجد)
وكتاب: "السحب الوبلة على ضرائح الحنابلة" لمفتي الحنابلة في مكة الشيخ محمد بن عبد الله النجدي الحنبلي ؛وغيرهم
ولم نجد أن أحداً منهم أو من غيرهم ممن ترجموا للعلماء قبل محمد بن عبد الوهاب أو في عصره أن أحد هؤلاء العلماء كان يعبد الأصنام أو يدين بغير الإسلام!!
فتأمل قول الدكتور عبد الله العثيمين في إثبات ما نقول أيضاً ؛ قال المؤرخ الدكتور عبد الله العثيمين في مقاله المنشور بمجلة " الدارة " (العدد 3 السنة 4 بعنوان : " نجد منذ القرن العاشر الهجري " : (( المصادر المتوافرة بين أيدينا غير متفقة في وصفها للحالة التي كان عليها النجديون من حيث العقيدة والقيام بأركان الإسلام خلال الفترة التي يتناولها هذا البحث، فالمصادر المؤيدة لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تعطي صورة قاتمة لتلك الحالة، لكن بعضها يختلف عن البعض الآخر في المدى الذي يصل إليه قتام هذه الصورة)) .
إلى أن قال :
((لكن بعض المصادر تبرز نجداً موطناً لعلماء أجلاء أكثرهم كان يتحلى بالورع والصلاح، كما أنها تصور غالبية سكانها من الحضر ـــ على الأقل ـــ متمسكة بأحكام الإسلام، منفذة لواجباته وسننه ، والأشعار التي قيلت في تلك الفترة لا تحتوي على ما يخالف العقيدة الإسلامية الصحيحة أو يتنافى مع أحكام الإسلام العامة، بل إن تلك الأشعار تبرز تمسك قائليها بعقيدتهم والتزامهم بإسلامهم، وتوضح أن المجتمع الذي عاشوا فيه كان مجتمعاً مستقيماً في أكثر تصرفاته )).
إلى أن قال:
(( ومن المقارنة بين المصادر المختلفة يبدو أن الحالة الدينية التي كانت سائدة في نجد آنذاك لم تكن بالصورة التي أظهرتها بها بعض المصادر المؤيدة لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية)) .
أنتهى كلامه.
وقد ذكر هذه الحقيقة أيضاً في كتابه: "الشيخ محمد بن عبد الوهاب - حياته وفكره " ص 21-22 ؛ وكتابه: "تاريخ المملكة العربية السعودية" ج1/53ـ 56
فتابعونا في الفصبل التالي :
"التكفير والجرائم من كتب محمد بن عبدالوهاب"