الزاوية الهبرية الدرقاوية الشاذلية مداغ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الشيخ سيدي محمد مختار الهبري رضي الله عنه شيخ الطريقة الهبرية مداغ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مفهوم التوسل ومشروعيته

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لزاوي محمد مقدم الطريقة

لزاوي محمد مقدم الطريقة


عدد المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 01/08/2015
العمر : 44

مفهوم التوسل ومشروعيته Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم التوسل ومشروعيته   مفهوم التوسل ومشروعيته Emptyالأحد أغسطس 02, 2015 10:10 am

التوسل

· معنى التوسل
- التوسل: هو طريقة من طرق التضرع إلى الله عز وجل ، وأحد أبواب دعاءه والتوجه اليه سبحانه وتعالى، فالوسيلة هي كل ما جعله الله سببا للتقرب اليه وبابا لقضاء الحوائج منه، قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة ".
- وأما الاستعانة والاستغاثة : فهي طلب الإغاثة ممن يملكها على وجه الحقيقة وهو الله عز وجل، أو ممن أعطاهم الله بحوله وقوته القدرة عليها، وهم أنبياؤه وأولياؤه.

- واعلم أن بعض المتوسلين والمستغيثين يتسامحون في التصريح بالطلب من الله دون واسطة عملا بالحقيقة والأصل ويكتفون بعلم من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ، فينادون الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - أو أحد الأولياء الصالحين ويطلبون منهم العون والإغاثة وهم في قريرة أنفسهم يعلمون حق العلم أنه وحده سبحانه وتعالى هو النافع والضار ولا يقع في ملكه إلا ما يريد وذلك طمعا في الإجابة لما للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من منزلة عند الله ، وهذا ضرب من أضراب المجاز ولا يستطيع أحد ممن له أدنى معرفة في علم الشريعة واللغة العربية أن ينكر وجود المجاز في القرآن الكريم والسنة الشريفة .

أمثلة المجاز في القرآن الكريم والسنة الشريفة .

1- فقد أسند الله تعالى إلى سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص مجازا فقال جل جلاله حكاية عنه "وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله" فما دام قد وجه الإذن الإلهي لعبد محبوب عنده فلا ضرر إذا في قول الإنسان يا عيسى أحي ميتي واشف مريضي لأن الله تعالى أجاز ذلك بإلهام سيدنا عيسى هذا الكلام وإثباته قرآنا يتلى إلى يوم القيامة مع العلم أن إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى أمور لا يقدر عليها حقيقة إلا الله وحده ورغم هذا رضي من عبده عيسى عليه السلام قوله وأقره عليه.
2- ومن المجاز قوله تعالى حكاية عن جبريل عليه السلام "لأهب لك غلاما زكيا" فإسناد الوهب اليه مجاز والواهب حقيقة هو الله تعالى وحده.

ويقول الشيخ ابن تيمية في فتاويه في الجزء الأول : منها بعد تعريفه الاستغاثة وكلامه عنها (إن جعل الله ذلك أي الغوث على يدي غيره فالحقيقة له سبحانه وتعالى ولغيره مجاز.
وها هو الشيخ ابن تيمية رحمه الله تعالى أيضا يتكلم عن الطلب من غير الله منوها أنه في الحقيقة طلب من الله وأنه من العبد مجاز وشرح بذلك حديث " وإذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ". فيقول : إنما قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله فيفهم منه الاستعانة المطلقة أما الاستعانة بالأسباب فيقصد بها الاستعانة بالله بواسطة السبب.



· أنواع التوسل .

1- التوسل بالأعمال الصالحة . لم يختلف أحد من المسلمين في مشروعية التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة من صلاة وصيام وقراءة قرآن وغير ذلك والدليل على هذا حديث الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار فتوسل أحدهم إلى الله ببر والديه، وتوسل الثاني بابتعاده عن الفاحشة بعد تمكنه من أسبابها، وتوسل الثالث بأمانته وحفظه لمال غيره وأدائه له كاملا ، ففرج الله عنهم ما هم فيه. أخرجه البخاري (215) ومسلم (6884) وأحمد (2/307/308).
2- التوسل بالأسماء الالهية . وأيضا لم يختلف أحد على التوسل إلى الله والدعاء بأسمائه الحسنى ، فقد قال تعالى { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } وقد دعا رسول الله وأمرنا ان ندعو الله ونسأله بأسمائه الحسنى ، فعن ابن مسعود – رضى الله عنه – قال قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " ما أصاب مسلما قط هم أو حزن فقال اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتى بيدك ماض فى حكمك عدل فى قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به فى علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبى ونور بصرى وجلاء حزنى وذهاب غمى إلا أذهب الله تعالى همه وأبدله مكان حزنه فرحا قالوا يا رسول الله أفلا نتعلم هذه الكلمات قال بلى ينبغى لمن سمعهن أن يتعلمهن " . (أحمد ، وابن أبى شيبة ، والطبرانى ، والحاكم)
3- التوسل بالذوات والأشخاص . أما التوسل بالذوات والأشخاص فما هو في الحقيقة إلا توسل بعمله الصالح فمن توسل بشخص ما فذلك لأنه يحبه إذ يقدر صلاحه وولايته وفضله تحسينا للظن به، أو لأنه يعتقد أن هذا الشخص محب لله سبحانه وتعالى، فيكون الله تعالى محبا له أيضا قال جل جلاله "يبحهم ويحبونه" ، ولو تدبرنا الأمر لوجدا أن هذه المحبة وذلك الاعتقاد هما من عمل المتوسل لأنه اعتقاده الذي انعقد عليه قلبه فهو منسوب اليه ومسؤول عنه ومثاب عليه ، فمن قال: اللهم إني أتوسل اليك بمحبتي لنبيك أو قال بنبيك سواء لأنه ما أقدم على هذا إلا لمحبته وإيمانه بنبيه، ولولا المحبة له والإيمان به ما توسل به فهو إذا توسل بعمله الصالح.



· الأدلة من القرآن الكريم .

1- قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة " لفظ الوسيلة عام في الآية كما نرى فهو شامل للتوسل بالذوات الفاضلة من الأنبياء والصالحين في الحياة وبعد الممات لأنه لا فرق بينهما كما سيمر معنا وهو شامل أيضا للتوسل بالأعمال الصالحة .

2- وقال تعالى: " فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ": يقص الله جل وعلا علينا في هذه الآية قصة الرجل القبطي الذي استغاث بسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، وهو من شيعته فأغاثه ومعلوم أن الأنبياء عليهم السلام كلهم جاؤوا بالتوحيد الخالص لله تعالى وعدم الإشراك به، فلو كانت الاستغاثة الرجل به نوعا من الشرك لم يجز لسيدنا موسى أن يغيثه وحاشا الأنبياء أن يقروا الناس على ما فيه مخالفة المولى عز وجل.

3- وقال تعالى: " وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين" . قال الحافظ ابن كثير في التاريخ: قال ابن جرير عن هذا التابوت: وكانوا إذا قاتلوا أحدا من الأعداء يكون معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبة الزمان فكانوا ينصرون ببركته وبما جعل الله فيه من السكينة والبقية مما ترك آل موسى وآل هارون فلما كان في بعض حروبهم مع أهل غزة وعسقلان غلبوهم وقهروهم على أخذه فانتزعوه من أيديهم. قال ابن كثير: وقد كانوا ينصرون على أعدائهم بسببه، وكان فيه طمست من ذهب كانت يغسل فيه صدور الأنبياء . البداية والنهاية (ج2/ صCool.

4- وقال تعالى: "ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين" روى أبو نعيم في دلائل النبوة : من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت يهود بني قريظة والنضير من قبل أن يبعث محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - يستفتحون الله يدعون على الذين كفروا يقولون: اللهم إنا نستنصرك بحق النبي الأمي إلا نصرتنا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا يريد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ولم يشكوا فيه كفروا به ولهذا الأثر طرق كثيرة.

5- وقال تعالى: " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " . ورد في تفسير ابن كثير: عند قوله تعالى: "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم .." ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي قال: كنت جالسا عند قبر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول: "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاوؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما" وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم انشد يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي{ صلى الله عليه وآله وسلم }في النوم فقال: «الحق بالأعربي فبشره أن الله قد غفر له». تفسير ابن كثير (ج1/ص643).



الأدلة من الأحاديث الشريفة وآثار الصحابة

· نبدأ بذكر الأدلة على التوسل والاستغاثة بالأحياء.

1- عن عثمان بن حنيف – رضى الله عنه – : أن رجلا ضريرا أتى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال: ادع الله لي أن يعافيني فقال: إن شئت صبرت وهو خير لك قال فادعه وفي رواية : ليس لي قائد وقد شق علي فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في قضاء حاجتي لتقضى لي اللهم شفعه في وزاد البيهقي فقام وقد أبصر وفي رواية اللهم شفعه في وشفعني في نفسي .
أخرجه الإمام أحمد في المسند (4/138) والترمذي (3578) وابن ماجه (1385) وقال أبو إسحاق: هذا حديث صحيح وعبد بن حميد (379) وابن خزيمة (1219) والحاكم (1/313) وصححه ووافقه الذهبي وفي رواية (فرجع وقد كشف له عن بصره) أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (660).
فقوله: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك.. توسل وقوله : يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في قضاء حاجتي.. استغاثة ، وحاشا لرسول الله{ صلى الله عليه وآله وسلم }أن يأمر بما فيه طعن في العقيدة أو يرضى به أصلا وهذا توسل ظاهر واستغاثة صريحة بذاته وجاهه{ صلى الله عليه وآله وسلم }عليه وقد اعتمدها علماء المحدثون والحفاظ في كتب السنة في صلاة الحاجة حاثين الأمة عليها.


2- وعن أبي سعيد الخدري – رضى الله عنه –عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : « من خرج من بيته إلى الصلاة فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وأسألك بحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك»
قد حسنه جمع من الحفاظ منهم الحافظ ابن حجر كما في أمالي الأذكار (1/72) والحافظ العراقي كما في تخريج أحاديث الإحياء (1/291) والحافظ أبو الحسن المقدسي شيخ الحافظ المنذري كما في الترغيب والترهيب (3/273) والحافظ الدمياطي كما في المتجر الرابع ص (471 -472) رواه ابن خزيمة في صحيحه في طريق فضيل بن مرزوق فهو صحيح عنده.


3- وعن سيدنا علي كرم الله وجهه: ان سيدنا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما دفن فاطمة بنت أسد أم سيدنا علي رضي الله عنهما قال: اللهم بحقي وحق الأنبياء من قبلي اغفر لأمي بعد أمي .
رواه الطبراني في الأوسط (1/152) وأبو نعيم في الحلية (3/121) والهيثمي في مجمع الزوائد (9/257).


4- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا . قال: فيسقون وفي الحديث إثبات التوسل به - صلى الله عليه وآله وسلم - وبيان جواز التوسل بغيره كالصالحين من آل البيت وغيرهم كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري . أخرجه البخاري (1010).

- وقد أراد عمر ان يبين التوسل بالمفضول مع وجود الأفضل لوجود علي وعثمان رضي الله عنهما.
- أراد عمر بفعله أن يبين جواز التوسل بغير النبي{ صلى الله عليه وآله وسلم }من أهل الصلاح ممن ترجى بركته.


5- وقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا كنت لابد سائلا فأسأل الصالحين( أخرجه أحمد (4/324) في المسند وأبو داود (1646) والنسائي (2586) ) فهذا حث ظاهر منه{ صلى الله عليه وآله وسلم }على سؤال الصالحين.


6- وعن سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - " إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله ابسوا علي ، يا عباد الله احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم ". أخرجه الطبراني في الكبير (10518) وأبو يعلى (5269) والهيثمي في مجمع الزوائد (17105).
وذكر الإمام الطبراني في الكبير، والإمام النووي في الأذكار بعد روايتهما للحديث بأنهما جربا ذلك بأنفسهما ، وهو ظاهر جلي لا يحتمل التأويل ولا التبديل .


7- وعن سيدنا جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : «ليأتين على الناس زمان يخرج الجيش من جيوشهم فيقال: هل فيكم من صحب محمدا فيستنصرون به فينصرون ثم يقال: هل فيكم من صحب محمدا فيقال: لا فيقال: فمن صحب أصحابه؟ فلو سمعوا به من وراء البحر لأتوه» . أخرجه أبو يعلى (2182).

8- وقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم . أخرجه البخاري (2739).


9- وعن العاص بن وائل قال: قدم بكر بن وائل مكة فقال النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - لأبي بكر : « ائتهم فاعرض عليهم» وفيه : فأتاهم فعرض عليهم الإسلام فقالوا: حتى يجيء بنو ذهل بن شيبان فعرض عليهم أبو بكر قالوا: إن بيننا وبين الفرس حربا فإذا فرغنا فيما بيننا وبينهم عدنا فنظرنا فقال أبو بكر : أرأيت إن غلبتموهم أتتبعنا على أمرنا ؟ قالوا : لا نشترط لك ذلك علينا ولكن إذا فرغنا بيننا وبينهم عدنا فنظرنا فيما تقول، فلما التقوا يوم ذي قار مع الفرس قال شيخهم : ما اسم الذي دعاكم إلى الله؟ قالوا : محمد قال هو شعاركم فنصروا على القوم فقال الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم - «بي نصروا» . أخرجه الطبراني ورجاله ثقات رجال الصحيح (5520) كما في مجمع الزوائد (6/10361).

فهذا منهم توسل باسمه{ صلى الله عليه وآله وسلم }وقد أقرهم على ذلك بل قد قال مؤكدا قوله : « بي نصروا» وأقر سيدنا أبا بكر عندما قال لهم : ( أرأيت ان غلبتموهم أتتبعنا على أمرنا..) وذلك من كمال اعتقاده بأن الرسول{ صلى الله عليه وآله وسلم }أو هو نفسه إن دعا لهم بالنصر فإن الله لن يخزيه لأنه يطلب ذلك لنشر دين الله وإعلاء كلمته.



· الأدلة على التوسل والاستغاثة بالأموات .


· لابد لنا قبل الخوض في ذكر الأدلة على التوسل والاستغاثة بالأموات من الإجابة على أسئلة ثلاثة قد تتبادر إلى أذهان كثير من الناس وهي:

- هل الموتى أحياء في قبورهم فنتوسل بهم ؟
- وهل يسمعون توسلنا وهم في القبور؟
- وهل يستطيعون إغاثتنا ونفعنا وهم قد انتقلوا إلى الحياة البرزخية ؟

الجواب عن الأسئلة الثلاثة (نعم) إنهم أحياء في قبورهم يسمعون توسلنا ويقضون حوائجنا والأدلة على ذلك كثيرة ، ولكن دعنا نبرهن على كل سؤال على حدة .

ج 1 -
1- منها قوله تعالى "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عن ربهم يرزقون".آل عمران169 .
2- وقوله تعالى "ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون". البقرة 154.

- فدلت الآيتان على حياة الذين يقتلون في سبيل الله والقتل في سبيل الله عام يشمل الشهادة في الحروب وفي غيرها كما دلت الأحاديث والآثار على ذلك ثم إذا كان هذا حال الشهداء فماذا يكون حال الأنبياء عامة وحال نبينا خاصة وقد جمع الله له بين الشهادة والنبوة ؟ لا شك انهم أدنى بهذه المزية منه.
3- ومنها حديث الرجل الذي ضرب خباءه ليلا على قبر فسمع من القبر قراءة " تبارك الذي بيده الملك" إلى آخرها فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله{ صلى الله عليه وآله وسلم }فقال: (هي المانعة هي المنجية) . أخرجه الترمذي (2890) وحسنه السيوطي .
4- ومنها ما ثبت عن سيدنا شيبان بن جسر عن أبيه أنه قال: (أنا والله الذي لا إله إلا هو أدخلت ثابتا البناني في لحده ومعي حميد الطويل فلما سوينا عليه اللبن سقطت لبنة فإذا أنا به يصلي في قبره) . أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/319).

ج 2 –
- منها حديث سيدنا أنس رضي الله عنه أن النبي{ صلى الله عليه وآله وسلم }قال: »إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم . أخرجه البخاي (1338) ومسلم (7145) .
- ومنها حديث القليب وهو ثابت في الصحيحين من وجوه متعددة عن أبي طلحة وعمر وابنه عبد الله : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فألقوا في طوى من اطواء بدر فناداهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسماهم ((يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة يا فلان ابن فلان ! أليس قد وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا)) .. فقال عمر : يارسول الله ! ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها ، فقال عليه الصلاة والسلام : ((والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يجيبون)) ..
هكذا رواه الشيخان من حديث ابن عمر والبخاري من حديث أنس عن أبي طلحة ومسلم من حديث أنس عن عمر ، ورواه الطبراني من حديث ابن مسعود بإسناد صحيح

ج 3 -
- منها حديث الإسراء المتواتر الذي ورد من طريق بضع وأربعين صحابيا ( أخرجه البخاري (349) ومسلم (413) ) وفيه أنه{ صلى الله عليه وآله وسلم }بهم جماعة وأن سيدنا آدم وغيره من الأنبياء دعوا لسيدنا محمد{ صلى الله عليه وآله وسلم }وأن سيدنا موسى عليه السلام طلب منه العودة إلى ربه ليطلب منه تخفيف الصلاة عنا حتى خففها الله من خمسين صلاة إلى خمس صلوات في اليوم والليلة فهذا كله دليل حياتهم في دار البرزخ أي القبر بل وحريتهم في الانتقال من مكان إلى آخر ودعاء سيدنا آدم وإرشاد سيدنا موسى لأمر تخفيف عدد الصلوات دليل نفعهم لنا وهم في الحياة البرزخية .
- ومنها حديث سيدنا أنس رضي الله عنه أنه{ صلى الله عليه وآله وسلم }قال: « إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم فإن كان خيرا استبشروا وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لاتمتهم حتى تهديهم كما هديتنا».
- وفي رواية عن جابر رضي الله عنه : «إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم في قبورهم فإن كان خيرا استبشروا به وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك» وهذا دليل نفع الأموات من غير الأنبياء.
أخرجه الطبراني في الكبير (4/154) وفي إتحاف السادة المتقين للزبيدي (10/385) وفي تفسير ابن كثير (4/147) وفي كنز العمال (34029) وفي الحاوي للسيوطي (2/303 - 304) .

أما الآن وبعد أن تبين لنا يقينا مما مر من الأدلة أن الأنبياء والأولياء أحياء في قبورهم يسمعون توسلنا بهم ويستطيعون بقدرة الله التي أعطاهم إياها أن يغيثونا ويكونوا سبب نفع لنا رغم انتقالهم إلى الحياة البرزخية إجابة عن الأسئلة الثلاثة الماضية فننتقل إلى .



· ذكر الأدلة على التوسل والاستغاثة بالأموات.

1- عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لما دفن فاطمة بنت أسد أم سيدنا علي رضي الله عنهما : (اللهم بحقي وحق الأنبياء من قبلي اغفر لأمي بعد أمي) .
أخرجه الطبراني في الأوسط (1/152) وأبو نعيم في الحلية (3/121) والهيثمي في مجمع الزوائد (9/275) . وفيه روح بن صلاح
واختلف بعضهم في [روح بن صلاح] أحد رواته ، ولكن ابن حبان ذكره في الثقات ، وقال الحاكم : ثقة مأمون ، وكلا الحافظين صحح الحديث ، وهكذا الهيثمي في [مجمع الزوائد] ورجاله رجال الصحيح(11) (1) .


2- وعن سيدنا أبي الجوزاء أوس بن عبدالله رضي الله عنه قال: ( قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبى فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال: ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق) . أخرجه الدارمي في سننه برقم (92).


3- وعن سيدناعثمان بن حنيف رضي الله عنه : أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له وكان عثمان رضي الله عنه لا يلتفت اليه ولا ينظر في حاجته فلقيه الرجل فشكا ذلك اليه فقال له عثمان بن حنيف : ائت الميضأة ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه اليك بنبينا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيقضي حاجتي وتذكر حاجتك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذه بيده فأدخله على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة( حصير من سعف ) وقال: ما حاجتك؟ فذكر حاجته فقضاها له ثم قال ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة ثم قال ما كانت لك حاجة فائتنا ثم إن الرجل لما خرج من عنده لقي عثمان بن حنيف وقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت الي حتى كلمته في فقال عثمان ابن حنيف والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله{ صلى الله عليه وآله وسلم }وأتاه رجل ضرير فشكا اليه ذهاب بصره فقال له النبي- صلى الله عليه وآله وسلم - : أو تصبر؟ قال: يا رسول الله ليس لي قائد وقد شق علي فقال له النبي{ صلى الله عليه وآله وسلم }ائت الميضاة فتوضأ ثم ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات فقال عثمان بن حنيف فو الله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط .
أخرجه الطبراني في الكبير (83110) وقال بعد ذكر طرقه (والحديث صحيح) ، وصححه الحاكم (1/526) ووافقه الذهبي وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3668) ، ونقلا تصحيح الطبراني له والشيخ ابن تيمية في كتابه التوسل والوسيلة ص (101).


4- وروى الخطيب في تاريخه عن علي بن ميمون رضي الله عنه أنه قال : سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول: إني لأتبرك بأبي حنيفة أجيء إلى قبره في كل يوم يعني زائرا فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما يبعد عني حتى تقضى وقد صح وبسند صحيح توسل الإمام الشافعي بالإمام أبي حنيفة رضي الله عنهما.


5- وروى أيضا عن احمد بن جعفر القطيعي قال : سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال وهو شيخ الحنابلة في وقته يقول (ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر يعني الكاظم فتوسلت به إلا سهل الله لي ما أحب) .
من كتاب إتحاف الأذكياء بجواز التوسل بالأنبياء والأولياء للشيخ عبدالله صديق الغماري.


6- وقال الحافظ عبدالغني المقدسي: (خرج في عضدي شيء يشبه الدمل وكان يبرأ ثم يعود ودام بذلك زمانا طويلا فسافرت إلى أصبهان وعدت إلى بغداد وهو بهذه الصفة فمضيت إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وأرضاه ومسحت به القبر فبرأ ولم يعد .
ذكرها الحافظ ضياء الدين المقدسي المتوفى سنة (643) في كتابه الحكايات المنثورة بخطه برقم (3834) الورقة (112) الوجه (أ) السطر (10).

7- وقد قال الإمام أحمد نفسه عندما ذكر أمامه صفوان بن سليم: (هذا رجل ينزل القطر من السماء بذكره). تذكرة الحفاظ ص (61).

8- وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه أن الإمام إبراهيم الحربي أحد أئمة الحديث قال Sad قبر معروف يعني الكرخي الترياق المجرب).

9- وأن أبا عبدالله المحاملي أحد أئمة الحديث أيضا قال: اعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة وما قصده مهموم إلا فرج الله همه.

10- وأخرج أن الإمام عبيد الله بن عبدالرحمن بن محمد الزهري قالك سمعت أي يقول: قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج ويقال: إن من قرأ عنده مائة مرة "قل هو الله أحد" وسأل الله تعالى ما يريد قضى الله له حاجته.




أقوال العلماء والصالحين في التوسل والاستغاثة

1- الشيخ محمد بن عبدالوهاب :

- قال في رسالته الموجهة لأهل القصيم مستنكرا بشدة على من نسب اليه تكفير المتوسل بالصالحين: (إن سليمان بن سحيم افترى علي أمورا لم أقلها ولم يأت أكثرها على بالي فمنها: أني أكفر من توسل بالصالحين وأني أكفر البوصيري لقوله يا أكرم الخلق وأني أحرق دلائل الخيرات وجوابي عن هذه المسائل ان أقول: "سبحانك هذا بهتان عظيم"([124]))([125]).

- سئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن قولهم في الاستسقاء : [ ( لا بأس بالتوسل بالصالحين ) وقول أحمد : ( يتوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة ) مع قولهم : إنه لا يستغاث بمخلوق ] ؟

فقال: فالفرق ظاهر جداً ، وليس الكلام مما نحن فيه ، فكون بعض يرخص بالتوسل بالصالحين ، وبعضهم يخصه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه ، فهذه المسألة من مسائل الفقه ، وإن كان الصواب عندنا قول الجمهور من أنه مكروه ، فلا ننكر على من فعله ، ولا إنكار في مسائل الاجتهاد ، ولكن إنكارنا على من دعا لمخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غيره يطلب فيه تفريج الكربات وإغاثة اللهفات وإعطاء الرغبات ، فأين هذا ممن يدعو الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحداً ولكن يقول في دعائه : أسألك بنبيك أو بالمرسلين أو بعبادك الصالحين،
أو يقصد قبراً معروفاً أو غيره يدعو عنده ، لكن لا يدعو إلا الله مخلصاً له الدين فأين هذا مما نحن فيه
( انتهى من فتاوى الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب في مجموعة المؤلفات القسم الثالث ص68 التي نشرتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب والغريب من الذين يقرون أسبوع محمد ابن عبد الوهاب وينكرون مولد النبي محمد بن عبد الله ) .
وهذا يدل على جواز التوسل عنده غاية ما يرى أنه مكروه في رأيه عند الجمهور ، والمكروه ليس بحرام فضلاً عن أن يكون بدعة أو شركاً .


2- الشيخ ابن تيمية:

- سئل رضي الله عنه : هل يجوز التوسل بالنبي{ صلى الله عليه وآله وسلم }أم لا ؟ فأجاب : الحمد لله التوسل بالإيمان به ومحبته وطاعته والصلاة والسلام عليه وبدعائه وشفاعته ونحو ذلك مما هو من أفعاله وأفعال العباد المأمور بها في حقه مشروع باتفاق المسلمين .التفاوى الكبرى (1/140).

- وقال في موضع آخر : (وكذلك مما يشرع التوسل به{ صلى الله عليه وآله وسلم }في الدعاء كما في الحديث أن النبي{ صلى الله عليه وآله وسلم }علم شخصا أن يقول: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد{ صلى الله عليه وآله وسلم }نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي حاجتي ليقضيها فشفعه في) . أخرجه الترمذي وصححه في كتاب الدعوات (3578).

وقال في موضع آخر: وأما التوسل بالنبي{ صلى الله عليه وآله وسلم }ففيه حديث في السننن: (أن أعرابيا أتى النبي{ صلى الله عليه وآله وسلم }فقال: يا رسول الله ! إني أصبت في بصري فادع الله لي، فقال له النبي{ صلى الله عليه وآله وسلم }: (توضأ وصل ركعتين ثم قل: اللهم أسألك وأتوجه اليك نبيك محمد يا محمد إني أتشفع بك في رد بصري اللهم شفع نبيك في وقال فإن كانت لك حاجة فمثل ذلك فرد الله بصره . الفتاوى الكبرى (1/105).


3- الشيخ محمد ناصر الألباني:

ذكر الشيخ الألباني أنه يجوز التوسل بأسماء الله وصفاته وبعمل الداعي ودعاء رجل صالح آخر فيما نقله عنه عيد العباسي في كتابه التوسل أنواعه وأحكامه ذلك الذي قال عنه مؤلفه : إنه مقالات كتبها وألقاها الشيخ ناصر الألباني فقال:
(فمما سبق تعلم أن التوسل هو مشروع دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وجرى عليه عمل السلف الصالح وأجمع عليه المسلمون وهو:
1- التوسل باسم من أسماء الله تبارك وتعالى أو صفة من صفاته.
2- التوسل بعمل صالح قام به الداعي.
3- التوسل بدعاء رجل صالح.

ثم ينقل أقوال الأئمة المعتمدين في مسألة التوسل فيقول:
(فأجاز الإمام أحمد التوسل بالرسول{ صلى الله عليه وآله وسلم }وحده وأجاز غيره كالإمام الشوكاني التوسل به وبغيره من الأنبياء والصالحين) . شرح العقيدة الطحاوية للشيخ محمد ناصر الألباني ص (46).


4- الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى:

- قال الإمام أحمد للمروزي رحمهما الله تعالى : (ويتوسل بالنبي{ صلى الله عليه وآله وسلم }في دعائه وجزم به في المستوعب وغيره).
- وقد مر معنا قوله عندما ذكر أماه صفوان بن سليم : (هذا رجل ينزل القطر من السماء بذكره).



5- الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى:

- قال رضي الله عنه : (التوسل به{ صلى الله عليه وآله وسلم }يكون في حياته وبعد موته وفي حضرته ولا يخفاك أنه قد ثبت التوسل به{ صلى الله عليه وآله وسلم }في حياته وثبت التوسل بغيره بعد موته بإجماع الصحابة إجماعا سكوتيا لعدم إنكار أحد منهم على عمر رضي الله عنه في توسله بالعباس رضي الله عنه والتوسل إلى الله بأهل الفضل والعلم هو في التحقق توسل بأعمالهم الصالحة ومزاياهم الفاضلة إذ لا يكون فاضلا إلا بأعماله).

- وقال: (ويتوسل إلى الله بأنبيائه والصالحين) أقول: ومن التوسل بالأنبياء : وذكر قصة الأعمى ، وأما التوسل بالصالحين حديث استسقاء سيدنا عمر بسيدنا العباس رضي الله عنهما. كتاب تحفة الذاكرين ص (37).

- وينقل رضي الله عنه إجماع الصحابة على جواز التوسل ثم يقول: (وأما التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بأحد من خلقه في مطلب يطلبه من ربه فقد قال عز الدين بن عبدالسلام: إنه لا يجوز التوسل إلى الله تعالى إلا بالنبي{ صلى الله عليه وآله وسلم }وعندي (أي عند الشوكاني) أنه لا وجه لتخصيص جواز التوسل بالنبي{ صلى الله عليه وآله وسلم }لأمرين: الأول: ما عرفناك به من إجماع الصحابة رضي الله عنهم والثاني: أن التوسل إلى الله تعالى بأهل الفضل والعلم هو في التحقيق توسل بأعمالهم الصالحة ومزاياهم الفاضلة، إذ لا يكون الفاضل فاضلا إلا بأعماله.


6- الشيخ علاء الدين علي المرداوي الحنبلي من كبار علماء الحنابلة رحمه الله تعالى:

قال: (ومنها يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب وقيل يستحب) وقال : (والتوسل بالإيمان به{ صلى الله عليه وآله وسلم }وطاعته ومحبته والصلاة والسلام عليه وبدعائه وشفاعته ونحوه مما هو من فعله أو أفعال العباد المأمور بها في حقه مشروع إجماعا) . كتاب الإنصاف (2/456).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://habriya.7olm.org
 
مفهوم التوسل ومشروعيته
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ادلة التوسل من السنة تتمة
» بيان القول في مسألة التوسل
»  حكم التوسل بالانبياء والمرسلين والصالحين
» حكم التوسل بالنبي والصالحين عند الشافعية
» حكم التوسل بالنبي والصالحين عند المالكية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الزاوية الهبرية الدرقاوية الشاذلية مداغ :: موقع الزاوية الهبرية الدرقاوية الشاذلية :: الزاوية الهبرية مداغ =لدخول لمجموع المواضيع من هنا-
انتقل الى: