****************
كُلُّ واحد له نصيب يأتي
وهواك لي نصيبْ
يا حياتي وأنت في ذاتي
حاضرٌ لا تغيبْ
أنت أسكرتني على سكري
مِنْ قديم الَّشرابْ
ثم خاطبتني كما تدري
ففهمت الخطابْ
ثُمَّ شاهدت وجهك البدري
عند رفع الحجابْ
ثم صَيَّرتني رقيب ذاتي
وأنت كُنْتَ الرقيبْ
يا حياتي وأنت في ذاتي
حاضرٌ لا تغيبْ
أدخل الْحان واشهد المعنى
كي تنال الأمانْ
وتراني بين الدّيانْ نفنى
شاخصاً للدّيانْ
قد سقاني ساقي المُدامْ حفنه
قبل كون الزمانْ
أنت تدري من يملي طاساتي
السميع المجيبْ
يا حياتي وأنت في ذاتي
حاضرٌ لا تغيبْ
أنا شيخ الخلاعة عن ذاتي
وإمام المُجُونْ
وحبيبي بحُسنهِ الذاتي
حاز جمع الفُنُونْ
ولهذا دعاني غاياتي
راحتي في المنُونْ
أنت صيرتني رقيب ذاتي
وأنت كنت الرقيبْ
يا حياتي وأنت في ذاتي
حاضرٌ لا تغيبْ
أنا من عين فضل ساداتي
نلتُ أعلى الرُتَبْ
وعلى قدر عُلو همتي
نجتهد في الطلبْ
حتى قضيت سائرْ أوقاتي
في الغتاء والطربْ
وسمعت الخطاب من ذاتي
من مكان قريبْ
يا حياتي وأنت في ذاتي
حاضرٌ لا تغيبْ
*****