****
لست أنسى الأحباب مادمت حياً
مُذْ نأووا للنوى مكاناً قصياً
وتلوا آية الوداع فخروا
خيفة البيْن سجداً وبُكياً
ولذكراهم تسيحُ دموعي
كلما اشتقتُ بُكرةً وعشياً
وأناجي الآله من فرط وجدي
كمناجاة عبدِهِ زكريا
وهَن العظمُ بالبعاد فهب لي
ربِ باللطف من لدنك ولياَّ
واستجب في الهوى دُعائي فإني
لمْ أكن بالدعاء رب شقياَّ
قدْ فرى قلبي الفراق وحقا
كان يوْمُ الفراق شيئاً فرياَّ
وإختفى نُورُهُم فناديت ربي
في ظلام الدُجى نداءً خفياَّ
لم يكُ البعد بإختياري ولكنْ
كان أمراً مقدراً مقضياَّ
يا خليلي خلياني ووجدي
أنا أوْلى بنار وجدي صلياَّ
إنَّ لي في الغرام دمعاً مُطيعاً
وفؤاداً صباً وصبراً عصياَّ
أنا من عاذلي وصبري وقلبي
حائرٌ أيُّهمْ أشدُ عتياَّ
أنا شيخُ الغرام من يتبعني
أهدهِ في الهوى صراطاً سوياَّ
أنا ميتُ الهوى ويوم أراهم
ذلك اليومُ يوم أُبعثُ حياَّ
****