*****
ركبتُ بحراً من الدموع
سفينهُ جسمي النحيلْ
فمزقت ريحه قلوعي
مُذ عصفتْ ساعة الرحيلْ
يا جيرةً خَلًّفتْ عُيوني
تجري على خدي كالعيونْ
خَّيبتموا في الهوى ظنوني
ما هكذا كانت الظنونْ
مُنُّوا ولا تطلبوا مَنُوني
فإنَّ هِجرانكم مَنُونْ
وجملوا الدار بالرجوع
وبردوا لوعة العليلْ
وسامحوا الطرف بالهجوع
وقصروا ليلي الطويلْ
والله والله ما سقاني
كأس الردَّى غيرُ هجركمْ
أفنيتَ في حبكم زماني
وما وفيتُ بوعدكمْ
عندي من الشوقِ ما كفاني
فلا تزيدوا بصّدِكِمْ
فرقتموا في الهوى مجمُوعي
وسؤْتُموا صحبة الدليلْ
وما نظرتم الى خضوعي
ووقفتي وقفة الذليلْ
يا سائق العيس بالمحافل
في طلعة البيد والقفار
عَرِّج عن الأربع الأوائلْ
وأقصد بها أشرف الديارْ
والماء إن قلَّ في المناهلْ
أو رُمْتَ عند النزول نارْ
فالتمس الماء من دموعي
فكم لها في الفلا سبيلْ
واقتبس النَّار من ضلوعي
ففي الحشا حشْوها شعيلْ
بالله إن لاحت القبابُ
سلم على ساكنين الْقُبَّ
وقل لهم حُّبكمْ مُصابُ
وقلبُهُ نحوكم صبّاَ
يا قمرٌ دونه حجابُ
عنيّ سَنَا البدر لا حَجَبَ
بدرٌ اذا لاح بالرُّجوعِ
أو بان بالبانِ والنخيل
أخفى سنا الشمس في الطُّلوعِ
جمالُهُ الباهِرُ الجميلِ
*****