هل معرفة اول ماخلق الله من الامور العقدية الضرورية بحيث يعتبر المخالف مبتدعا او ضالا او كافرا 2 ماهو حكم حديث جابر الذي جاء فيه ان اول ماخلق الله نور نبيك ياجابر 3 هل صحيح ان الصوفية يعتبرون ان النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق قبل كل المخلوقات
أولاً؛ لم يقل بما ذكرت أحدٌ, والأصلُ في أمور العقيدة الاعتقادُ السليم إجمالاً في الإجمالي وتفصيلا في التفصيلي في نظام أركان الإيمان الذي هو ركنٌ من أركان الدين فكلُّ ما فُصِّل في حقها يجب الإيمان به بمعرفة تفاصيله كما جاءت, كمعرفة ما يجب في حق الله تعالى من صفات وأسماء, وما يجب في حقِّ الأنبياء جميعاً عليهم الصلاة والسلام حسب ما ذكر عنهم ولهم لاسيما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء مما فُصِّل عنه عبر الصحابة الكرام من صفاته الخَلقية والخُلُقية ووجوب العصمة والتبليغ والأمانة والصدق والفطانة والخصائص التي خصَّه الله تعالى بها.
ثانياً؛ أنقل إليك ما أثبته الإمام المحدث العجلوني في كشف الخفا قال: رواه عبد الرزاق في مصنفه عن جابر بن عبد الله... ثم ذكر تمامَ الحديث, ثم قال: واختُلِفَ هل القلمُ أولُ المخلوقات بعد النور المحمدي لما ثبت في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قدَّر الله تعالى مقادير الخَلْقِ قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشُه على الماء.. إلخ, ثم ذكر حديثَ عبادةَ بن الصامت مرفوعاً: (أوَّل ما خلق الله القلم فقال له: اكتب, قال: وما أكتب؟ قال: اكتب مقاديرَ كل شيء) رواه أحمد والترمذي وصححه, ورى أحمد والترمذي وصححه أيضاً من حديث رَزين العقيلي مرفوعاً: أنَّ الماء خُلِقَ قبل العرش, وروى السدي بأسانيد متعددة أنَّ الله تعالى لم يخلق شيئاً مما خلق قبل الماء, فجمع بينه وبين ما قبله بأنَّ أوَّلية القلم بالنسبة إلى ماعدا النور النبوي المحمَّدي والماء والعرش, وقيل: الأوَّليَّة في كلِّ شيء بالإضافة إلى جنسه أي؛ أوَّلُ ما خلق الله من الأنوار نوري, وكذا باقيها.. ج1 /311_ 312
هذا؛ وأما أوَّلية النبيِّ الأعظم صلى الله عليه وسلم عند العلماء فشأنٌ مُثْبَتٌ وواقعٌ لا يُنكَرُ على اعتبارات عدة, منها؛ مضمونُ قوله صلى الله عليه وسلم: (كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد) أخرجه ابن سعد في الطبقات, وأبو نعيم في الحلية, والطبراني وهو صحيح ومضمونُ قوله صلى الله عليه وسلم: (كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث) أخرجه الطبراني والحاكم. قال سيدنا عليٌّ كرم الله وجهه: لم يَبْعِث الله تعالى نبياً من آدم فمَن بعده إلا أخذ عليه العهد في محمد صلى الله عليه وسلم لئن بُعِثَ وهو حيٌّ ليؤمنن به ولينصرنه, ويأخذ العهد بذلك على قوله, وهناك تفصيل واسعٌ في عرض الأدلة الوافية على أوَّلية الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم في كتاب باقة عطرة لسيدي المحدث الفقيه محمد ابن علوي المالكي رحمه الله تعالى فارجع إليه إنْ شئت.
ولنعلم أنَّ السادة الصوفية ينطلقون في سيرهم إلى الله تعالى منطلق السلف الصالح وما أثبتوه من كتاب الله وهدي نبيه ومصطفاه, وهو الأصل عندهم.