"اتباع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة"
هذه العبارة تجدها على لسان كل سلفي
وأكثر من يخالف فهم سلف الأمة هي الطائفة السلفية
السلفية تتبع سلف الأمة في "الـــشـِّــرْعـَـةِ" وتغلو في ذلك غلواً كبيراً ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى تجدهم يخالفون فهم سلف الأمة في "الْــمِـنْـهَـاجِ" مخالفة ليست بالهينة
أضرب لكم مثلاً واحداً من مخالفة السلفية لفهم سلف الأمة في "المِنْهاج"
رسول الله صلى الله عليه وسلم أَصَّــــلَ قاعدتين منهاجتين، واحدة تنظم وتؤطر ما هو ديني خالص والأخرى تنظم وتؤطر ما هو دنيوي خالص:
القاعدة المنهاجية الأولى :
((مَنْ عَمِلَ عَمَلاً ليسَ عليه أمرُنا هذا فهو رَدٌّ)) رواه مسلم
القاعدة المنهاجية الثانية:
( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ . وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ) .رواه مسلم
ـــ فأما القاعدة الأصولية المنهاجية الأولى فعملها (أي تأطيرها وتنظيمها) للشريعة فيتقتصر على ما هو ديني خالص وهي أربع مجالات: العقيدة ؛ العبادة الشعائرية؛ القيم والأخلاقة؛ الثوابت القطعية (أي الحلال والحرام) !!
وكل مسلم أحدث شيئاً في هذه المجالات الأربع على غير مثال سابق في الشرع فعمله مردود عليه وهو بدعة في الدين ضلالة !
ـــ وأما القاعدة الأصولية المنهاجية الثانية فعملها (أي تأطيرها وتنظيمها) للشريعة فيتقتصر على ما هو دنيوي خالص ولا علاقة لها بما سبق ذكره ، قكل مسلم أحدثَ شيئاً في دنيا المسلمين (أي في مجتمعهم) في الأمور الدنيوية العادية الصرفة على غير مثال سابق فلا يكون لذلك علاقة بالبدعة لا من قريب ولا من بعيد، وإنما سيكون له علاقة بالسنة الحسنة أو السنة الشيئة ؛ فإما أن يكون ذلك العمل المستحدث حسناً وفيه خير فيُحكمُ عليه بالجواز والشرعية ، وإنما أن يكون سيئاً وفيه شر فيُحكمُ عليه بالمنع وعدم الشرعية!!
فماذا فعل السلفيون بالقاعدتين الأصوليتن المنهاجتين؟!
إنهم عَــمَّــمُــوا دورَ وعملَ القاعدة الأولى على الدين والدنيا معاً، وحَــجَّــمُـــوا دورَ وعملَ القاعدة الثانية وجعلوها خاصة بإحياء السنة النبوية التي هُجرت واندثرت!!!
وهذا فهم سقيم جداً وفيه مخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويُخالف ويتعارض كلياً مع فهم السلف الصالح!