الزاوية الهبرية الدرقاوية الشاذلية مداغ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الشيخ سيدي محمد مختار الهبري رضي الله عنه شيخ الطريقة الهبرية مداغ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرقص الصوفي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لزاوي محمد مقدم الطريقة

لزاوي محمد مقدم الطريقة


عدد المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 01/08/2015
العمر : 44

الرقص الصوفي Empty
مُساهمةموضوع: الرقص الصوفي   الرقص الصوفي Emptyالجمعة أغسطس 21, 2015 7:41 pm

تتّسمُ التجربة الصوفية بأذواق ورقائق قلبية رفيعة، ومعان ومقامات إيمانية سامية قَلَّما تجِدُها عِند غيرهم؛ وقد تَحدَّثت النصوص القرآنية والحديثية في ديننا الحنيف عن عِدة أذواق قلبية، وأصول إيمانية، ومعان روحية كِدنا أو نكاد نفقدها اليوم؛ بل أصبحت هذه الأذواق والرقائق على حد قول الشاطبي في الموافقات كالنسي المنسي وصار طالب العمل بها كالغريب المقصى. وإنَّ مِن هذه التجليات والأذواق الإيمانية: خُشوع القلب، قشعريرة الجلد، بكاء العين، تصدُّعُ الجوارح، خرور وصعق، إلى غير ذلك من الأحوال مما ثبت في النصوص الشرعية...، وكل ذلك يَحصُل نتيجة انفعال باطني ناشئ عن حزن أو عن خوف أو عن شوق.

فمِنْ تجليات الإيمان: "التمايل والاضطراب": ويُطلق عليه اصطلاحاً "الرقص الصوفي" وذلك اقتباساً مِنْ حديث البخاري ومسلم وحديث الإمام أحمد عن رقص الحبشة في المسجد النبوي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهُم يقولون بكلامٍ لهم: "محمدٌ عبدٌ صالح".[1] وفي الحديث دليل قوي على إباحة الرقص في المسجد وأثناء مدحه صلى الله عليه وسلم، وفيه كذلك دليل على صِحّة الجمع بين الاهتزاز المباح ومدحِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنّ الاهتزاز بالذكر جائز، ولا يُسمى رقصاً محرماً.

والاهتزاز عند الصوفية تعبيرٌ نبيلٌ عن شعورٍ أصيل، وهو نتيجةُ انفعالٍ باطني ناشئ عن قوَّةِ الوارد، فتهتز الأجسام لتؤدّي ما لا يؤدّيه البكاء والصعق، ولتُخفِّف مِن قوَّةِ التأثّر الباطني العنيف.

وهذه الأحوال التي يقترن بها البكاء والوجل والقشعريرة والصعق والغشي ونحو ذلك، إذا كانت أسبابها مشروعة وصاحبها صادقا عاجزا عن دفعها كان فعله محمودا؛ قال حجة الإسلام: "وذلك يكون لفرحٍ أو شوق فحُكْمُهُ حُكم مُهيِّجه، إن كان فرحه محموداً والرقص يزيده ويؤكده فهو محمود، وإن كان مباحاً فهو مباح، وإن كان مذموما فهو مذموم".[2]

والاهتزاز والتمايل أثناء الذكر أمرٌ فطري، وِجداني وتلقائي يلاحظه كثير من الناس أثناء تلاوة القرآن عندما يعيش المرء مع معاني آيِ الذكر الحكيم، فيجد نفسه يتمايل بدون شعور... ويزدادُ الاهتزاز والتمايل قوَّةً بحسب قوَّةِ الشعور والذوق، وقوَّةِ التجلٍّي والوارد...

قال عليٌّ كرَّم الله وجهه وهو يصِفُ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيت أثرا من أصحاب رسول الله فما أرى أحداً يُشبههم، والله إن كانوا ليُصْبِحون شعثا غبراً صُفراً، بين أعينهم مثل ركب المعزي، قد باتوا يتلون كتاب الله يراوحون بين أقدامهم وجباههم، إذا ذكر الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم ريح، فانهملت أعينهم حتى تبل والله ثيابهم".[3]

وعن عليٍّ كذلك قال: "أتينا النبي صلى الله عليه وسلم أنا وجعفر وزيد، فقال لزيد: أنت أخونا ومولانا، فَحَجَل. وقال لجعفر: أشبهت خلقي وخٌلقي، فحجل وراء حجل زيد، وقال لي: أنت مني وأنا منك فحجلت وراء حجل جعفر".[4]

قال البيهقي (ت458ھ) -شارحاً الحديث-: "والحجل: أن يرفع رِجْلا ويقفز على الأخرى من الفرح، فإذا فعله الإنسان فرحا بما آتاه الله تعالى من معرفته أو سائر نعمه فلا بأس وما كان فيه تثن وتكسّر حتى يباين أخلاق الذكور فهو مكروه لما فيه من التشبه بالنساء".[5]

وقال ابن حجر العسقلاني (773-852ھ) عند شرح الحديث: "وحجل بفتح المهملة وكسر الجيم أي وقف على رجل واحدة، وهو الرقص بهيئة مخصوصة".[6]

وفي "الفتاوى الحديثية" قال الامام الحافظ ابن حجر الهيتمي بعد أن سُئِل عن رقص الصوفية: "نعم له أصل، فقد رُوي في الحديث أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه رقص بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لمّا قال له: (أشبهت خَلقي وخُلقي) وذلك من لَذَّة الخطاب ولم يُنكر عليه صلى الله عليه وسلم".[7]

وكذلك استدل للحَجَل والرقص بهذا الحديث كلٌّ من حُجَّة الإسلام أبو حامد الغزالي في كتابه "الإحياء"،[8] وذكره محمد بن طاهر المقدسي في "صفوة التصوف".[9]

وكان سلطان العلماء العز بن عبد السلام وهو الذي "برع في الفقه والأصول والعربية، ودرَّس وأفتى وصنَّف وبلَغ رتبة الاجتهاد‏ وانتهت إليه رئاسة المذهب مع الزهد والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصلابة في الدين‏.‏.. كان مع شدته فيه حسن محاضرة بالنوادر والأشعار‏، يحضر السماع ويرقص‏"؛[10] وقد جعل الإمام اليافعي "رقص وسماع سلطان العلماء العز بن عبد السلام دليلا على جواز ذلك؛ لأن فعله حجة فهو من كبار العلماء".[11] وقال الإمام السيوطي: "وقد صح القيام والرقص في مجالس الذكر والسماع عن جماعة من كبار الأئمة منهم شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام".[12]

وقال ابن قيم الجوزية في "مدارج السالكين": "اختلف الناس في التواجد :هل يسلم لصاحبه؟ على قولين. فقالت طائفة: لا يسلم لصاحبه، لما فيه من التكلف وإظهار ما ليس عنده، وقوم قالوا: يُسلَّم للصادق الذي يرصد لوجدان المعاني الصحيحة. كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا). والتحقيق: أن صاحب التواجد إنْ تَكَلّفَهُ لِحَظٍّ وشهوة ونفس: لم يُسَلّم له. وإن تكلفه لاستجلاب حال، أو مقام مع الله: سُلِّمَ له. وهذا يُعرف من حال المتواجد، وشواهد صدقه وإخلاصه".[13]

وهذا الإمام مالك كان "إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه".[14]

وفي تفسير القرطبي: ‏"قال هشام بن حسان انطلقت أنا ومالك بن دينار إلى الحسن، وعنده يقرأ: ‏والطور حتى بلغ (إِنّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِع)، فبكى الحسن وبكى أصحابه، فجعل مالك يضطرب حتى غُشي عليه".[15]

وثبت التمايل في الصحيح لرسول الله ‏صلى الله عليه وسلم؛ فعن ‏عبد الله بن عمر ‏قال: ‏"سمعت رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏وهو على المنبر يقول: يأخذ الجبار سماواته وأرضيه بيده، وقبض يده فجعل يقبضها ويبسطها، ثم يقول‏: ‏أنا الجبار، أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ قال: ويتمايل رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏عن يمينه وعن شماله حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله ‏صلى الله عليه وسلم"،[16] وفي رواية أحمد: ‏"...حتى رجف به المنبر حتى ضننا أنه سَيَخِرُّ به".[17]

بل وثبت كذلك في الصحيح اهتزاز العرش في عليائه فرحا بقدوم الروح الطاهرة لسعد بن معاذ وذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اهتز العرش لموت سعد بن معاذ".[18]

وانظر إلى هذا النص الوجداني الكريم الذي يقول فيه الحق تعالى: (لَو أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)،[19] فضَرْبُ المثل من الأساليب القرآنية المعهودة التي تعمل على تقريب المعنى، وكأنَّ المعنى هنا هو إذَا كان الجبل على صلابته وتناهي قساوته وقُوَّتِه لو أُنزِل عليه القرآن لتأثر منه بالخشوع والتصدع، فكيف يكون الحال بالنسبة للقلوب!، والله تعالى ضرب للناس المثل بالجبال الرواسي ليعلموا أنهم أولى بذلك الخشوع والتصدع؛ فهذا النص الإلهي بلغ من التأثير ما لا إمكان للزيادة وراءه.

فهلاَّ رأيتم رجُلاً تصدَّعَتْ جوانِحُه مِن خشية الله؟...

نَعم، عندنا قرآنٌ يتلى، فيه: (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا)،[20] قال صاحب التحرير والتنوير: "صعِق موسى مِن اندكاك الجبل فعَلِم موسى أنه لو توجه ذلك التجلي إليه لانتثر جِسمه فُضاضاً".[21]

وعند ابن كثير أنَّ "عُمر قرأ: (إنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِع مَا لَهُ مِنْ دَافِع) فَرَبا لها ربوةً عِيدَ مِنها عشرين يوما".[22]

وقال ابن تيمية: "لَمَّا سُئِل الإمام أحمد عن هذا. فقال: قُرئ القرآن على يحيى بن سعيد القطان فغُشي عليه، ولو قدر أحد أن يدفع هذا عن نفسه لدفعه يحيى بن سعيد، فما رأيت أعقل منه، ونحو هذا. وقد نقل عن الشافعي أنه أصابه ذلك، وعلي بن الفضيل بن عياض قصته مشهورة، وبالجملة فهذا كثيرٌ ممن لا يستراب في صدقه".[23]

وقد ثبت في عدة نصوص تأثُّر المخلوقات الجمادية بالذكر بُكَاءً وخشوعا وتصدُّعا، كما ثبت لها كذلك الاهتزاز والتمايل؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "صعد النبي صلى الله عليه وسلم أُحُدا (أي جبل أُحد)، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله وقال: أُثبت أحُد، فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيدان"؛[24] وما اضطراب الجبل إلا طرباً وفرحا بوقوف ولمس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فإذا ثبت البكاء والخشوع والتصدع والاهتزاز للجمادات الصماء فكيف الحال مع المؤمن الصادق! والله تعالى أكرم الإنسان بخصوصية لم ترق إليها المخلوقات الأخرى حيث نفخ فيه من روحه وجعله حاملا للأمانة التي أشفقت السماوات والأرض من حملها، فصار بذلك مؤهلا أكثر من غيره لاستشفاف أسرار الله وأنواره؛ لكن الإنسان أخلد إلى الأرض واتبع هواه، فانطَبَع ذلك على قلبه حُجُباً وأقفالاً منَعَته مِن إدراك وتذوُّق تلك المعاني الإيمانية السامية والخالدة.

فلذّة القرب، وتذوّق حرارة الإيمان، ونسيم الاتصال بالله كأنك تراه، هي أسمى ما يتحلى به الإنسان في هذا الوجود؛ قال ابن القيم في المدارج: "لو فَرَضْت لذات أهل الدنيا بأجمعها حاصلة لرجل، لَمْ يكن لها نسبة إلى لذة جمعية قلبه على الله، وفرحه به، وأنسه بقربه، وشوقه إلى لقائه. وهذا أمر لا يُصدِّقُ به إلا من ذاقه، فإنما يُصدِّقُك من أشرق فيه ما أشْرَقَ فيك. ولله در القائل:

أيا صاحبي، ما ترى نارهــم؟ *** فقال: تريـني مــا لا أرى

سقاك الغرام، ولم يَـسْـقِـني *** فأبصرتَ ما لم أكن مبصرا".[25]

ثُمّ قال: "وما أظنك تُصدِّق بهذا، وأنه يصير له وجود آخر. وتقول: هذا خيالٌ ووهم، فلا تعجل بإنكار ما لم تُحِط بعلمه، فضلاً عن ذوق حاله، وأعط القوس باريها. وخل المطايا وحاديها".[26]



الهوامش:

[1]- صحيح البخاري (2/469)، وصحيح مسلم بشرح النووي (3/451)، ومسند أحمد (5/427).

[2]- إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي، دار الحديث، القاهرة، 2004م، 2/384.

[3]- حلية الأولياء لأبي نعيم، دار الكتب العلمية، لبنان، ط3، 2007م، 1/118، رواه كذلك: ابن كثير في "البداية والنهاية"، والحافظ ابن عساكر في "تاريخه"، والخطيب البغدادي في "الموضح".

[4]- فتح الباري لابن حجر العسقلاني، دار الحديث، القاهرة، طبعة 2004م، 7/583.

[5]- الآداب للبيهقي، ص422، (رقم 626).

[6]- فتح الباري، 7/583.

[7]- الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي، دار الفكر، 1/212.

[8]- إحياء علوم الدين، 2/383.

[9]- صفوة التصوف لمحمد بن طاهر المقدسي، دار المنتخب العربي، ص: 415.

[10]- العبر في خبر من غبر للذهبي، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1985م، 3/299.

[11]- مرآة الجنان لليافعي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1988م، 4/118.

[12]- الحاوي للفتاوى للسيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 2000م، 2/222-223.

[13]- مدارج السالكين لابن قيم الجوزية، دار الحديث، القاهرة، 2005م، 3/324.

[14]- الشفا للقاضي عـياض، باب تعظيمه (صلى الله عليه وسلم) بعد موته، ، دار الحديث، القاهرة، طبعة 2004م، تحقيق: عامر الجزار، 1/289.

[15]- تفسير القرطبي، دار عالم الكتب، السعودية، ط2، 2003م، 17/62.

[16]- صحيح مسلم بشرح النووي، في صفة القيامة والجنة والنار، 9/144.

[17]- المسند، أحمد بن حنبل، دار الكتب العلمية، ط1، 2008م، 3/251.

[18]- رواه البخارى في المناقب، باب مناقب سعد، 3/63، ورواه مسلم.

[19]- سورة الحشر. الآية: 21.

[20]- سورة الأعراف. الآية: 143.

[21]- تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور، الدار التونسية للنشر، 9/93.

[22]- تفسير ابن كثير، دار الفكر، 1989م، 7/372.

[23] - مجموعة الفتاوى لابن تيمية، دار الحديث، القاهرة، طبعة 2006م، 11/7.

[24]- صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب، دار الحديث القاهرة، طبعة 2004م، 3/13.

[25]- مدارج السالكين، 3/131.

[26]- المصدر السابق، 3/259.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://habriya.7olm.org
زائر
زائر




الرقص الصوفي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرقص الصوفي   الرقص الصوفي Emptyالسبت أغسطس 22, 2015 12:21 pm

بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلي اللهم و سلم علي سيدنا محمد روح الوجود و على آله و صحبه سلم تسليما.

الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه و يكافي مــزيـــده، و الصلاة و السلام علي سيدنا محمد سر حياة الوجود و الســـبـب الأعظم لكل موجود و بعد : لما كثر الكلام على الاهـــتزاز الـــذي يظهر على الذاكــريـن أثــنـاء السمـاع ، أو أثـناء ذكر الاسـم الأعظم.....الله.......و خاض فـيه كل مــن المـتشدقين، و حتى بعض المنتسبين إلي الطريقة و هذا بكـثرة ربما ما يسمع فــــي الفضائيات أو علي المنــابر ينكرون و يتهمون بالجهل أو البدع و الشرك ، و يقفون سدا لمنع الناس من سلــوك طريق أهـل الله الذي لا شك هو الصراط الذي أنعــم الله عليهم، فيالها من غفلة أخذتهم عــن الحقيقة، و كأنهم لم يكونوا علماء تماما، أنكروا السـبيل الذي عبروا عنه سادتنا بالــطريقـــة، و قالوا لنا بأن دلك بدعة، أجببت أن أكتب رسالة حول هدا الموضوع، و أرجوا من الله الكريم أن يــــمن علينا بالفتح و ما ذلــك على الله بعزيز، ولو أننا دائما نقول في كل مناسبة.. أن هذ ا المقام يتناوله أهـــل الاستحقاق و أهل العلمـين و لسـت أحدهما ، مع عـلمـنا بــــــأن المنكريـن لن تقوم عندهم الحـجـة و لـو كـانت واضحة لأن بواطـنهــم ملـئت بالهـوى وهمهــم
الـــشـتم والـتفريق و تكــفــير المسلمين و هذا دأب المفسدين ، و سـمـيـنها...إثبـات مشروعـية و سـر ذكـر الاسم الأعــظـم..... الله..... و المــصــطلح عـليه باسـم الأنين..آه...رد على المنـكرين لــيعلمـوا أن أهل الله حجة في علومهم ، وهم صـفوة الله في خـلقة باتفاق ، و توضيــحا لســادتي الــفقراء ، و ليس لي نـيـة في ذلك إلا أن يعـــم البــيان و إثبات الواقــــع و أن تكون هـــده الكلمـات نابــغـة عــــن شيء مــن الاعتـقاد و المحـبة والتعـــظــيم لأهـل الله ، وتوضيح المحجة ، و لا يصح توضيح المحجة إلا بمقارنة الحجة بالحجة،...".. فمن أبـــصر فلنفسه و من عمي فعليها.."...
أصرح ببذيء ذي بدء أن ألأفكار و العبارات التي وردت في بحـثي هذا مستوحاة من كلام أهل الله الذين مّن الله علّيّ بصحبتهم و بقراءة كتبهم رضي الله عنهم أجمعين.
ليكن في علم من زعم أنه علم ،كيف تنكر على الذاكرين...الله....بدعوى أنــــه لا يجوز ، و هل الـنحو الذي وضعه أصحاب النحـو و أقراه هل كان في عهد النبي صلي الله عليه وسلم أم بعد ، أليـست هده بدعة مستحسـنة بل واجبة ، لأن الـنحو جعل للمخاطبة بـين الإنسان والإنسان ، أما الله فلا يحتاج إلي نحـو، و إنــما تحـتاج إلـي صـدق و مصافاة، لأن الله علام الغـــيوب و السرائر، يعلـــم السر و أخفي بدون نحو ولا صرف.
نرجوا من كل عاقل أن يكون مع الحق، إننا نذكر الاسم الأعظــم المفرد....الله.... مع الفناء الكلي في الاسم و عند الفناء يكون النـطق باسم الأنين...آ ه... و ذلك بناء علي ما جاء في الحــديـث المروي في جامـع للسيوطي أن أبي هريـرة رضي الله عنه قال ..".. أنه رأي مريضا كـان يئن في حضرة رسول الله صلي الله عليه و سلم و أصحابه ..فنهاه عن الأنـين وأمروه بالصبر فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم ..".. دعـوه يئن فإنه يذكـراسما من أسمـاء الله ..".. و في رواية أخـري " يــستريـح بـه العليـل .."..، و أذكر ذات يوم أن أحد سـادتي في الطريق ذكر الحديث المروي عن رسول الله صلي الله عليه و سلــم الذي يقول فيه.."..من قرأ حرفا من القرآن فلـه به حسنة و الحسنة بعشرة أمثالها..."... و في رواية ..".. لا أقول ألــم حرف و لكــــن ألألف حرف و اللام حرف و الميم حرف.."..، و أكـتفي بهذا فـقـال سيدنا الشيخ محمد بلقايد قدس الله سره.."..هذا من حيــث اللـــفظ فمــا بالك بباطن المعني..".. فقال المتحدث لسيدنا الشيــخ قدس الله سره... الله ورسوله أعلم يا سيدي..".. فقرأ سيدنا الشـيخ الآيـة مـن قوله تعالي.."..و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخـون في العـلـــم يقولون ربنـا أمنا به كل من عند ربنا و ما يذكر إلا أولو ألألباب.."..،ووصـل سيدنا الشيخ يقول ....هنا رسوخ إيمان و مـعـرفة و القرآن كله معرفة، و المعرفة ظاهرا و باطن و حد و مطــلع و لا يعلم تأويــل ذلك إلا من فتح الله عليهم..،..أهل العلم قالوا..:.." الحرف في القرآن بمفرد له معانيه لا يعـلمها إلا الله أو من علمهم من الراسخين في العلم بالله ورسوخهم إيمان و مـعرفة و تسليم لله عزوجل ، و الحروف الهجائية كلها من القرآن...أ..هــ..كلامه قدس الله سرّه.
و الدليل علي مشروعية الذكر بالاسم الأعظم...الله... ، أو الاهـــتزاز باسم الأنين..آ ه.. ما رواه عبد البر عن أبي هنـــــد أن سيدنا بلال رضي الله عنه عندما بطـح على الأرض ووضعــت عليه حجر فجعـل سيدنا بلال يـــقــــول..."..أحـد...أحـد...أحـد..." فـهــو مثــل الذاكـــر...".. الـلـه...الـلـه...الـلـه..." ســـواء بســواء و لا يمـــكن لأحــد أن يـبدى بيـــنهما فرقا بحال من الأحوال، و إن كابرت و عاندت ذكرناك ما رواه مسلم في صحيحه..."...لا تــــقوم الساعة حتى لايبـقى على وجه الأرض من يـقول....الله....الله....الله...، وإن شئت زدناك بقوله تعالى...".. قــــل الله ثـم ذرهم في خوضهم يلعــبون...". و الآيـة الكـريمة لا تحـتـاج إلى تـأويـلا..، أسمع مـعي الخـبــر المـروى عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي يـقول فيـه..."...ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن ، اللــهم إني عــبدك ابن عــبدك ماض في حكمك، عدل في قضاءك ، أسألك بكل اســـم هو لـك سمــيت به نـفسك أو أنزلتـه في كتـابك، أو علمته أحـــد من خـــلقك، أو اسـتأثرت به في عـلم الغــيب عنـدك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي و نـور صدري وجــلاء حــزني و ذهـاب همـي و غمي إلا و أذهـــب الله همــه و حزنه..."..،.. فمن هــذا الحديث نعلم أن الله سبحانه و تعالى عــلـم بعــضـها لبعــض عــباده و أستأثــر بـبعضها في علم الغيــب ، و بهـذا نــخاطــبكم لو أن الحرف وحــــده لا مـــعنى لــــه كما تقـــولـون فلماذا جاءتـنا حروف مـتقطع في القرآن كـ:...ألم....حم....ق.....ن.....ص.....، بحـيث نطـق بـهــذه الحروف الله عزوجل و أنزلــها على ســـيد الخــلق صلى الله عليه و سلم للأهمــية و الاعتبار عملا وعقيدة.
جاء فــي المستـدرك : مارواه الحاكم و البيهقي في شعب الأيـــمان..عن ابــن حبـان و أحـمد و أبـو يعلي و ابن الســني عن سعيد الخذري رضي الله عنه..قال.. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم..." أكثــروا من ذكـر الـله حــتى يـقــولون أنه مـجــنــون..." فـالـذكـر عـنـدنا ريحـان القلوب و بلسم أنفسنا و شـــفاء صدورنا من الأمراض و الأعراض و الأحزان و الأكـــدار وفي هذا كـــفي دليلا، و أتبعنا بتوفيق من الله خطابه الذي سمعته قلوبنا..."... يـا أيها الذيــن آمــنوا أذكــروا الله ذكــرا كثيرا...."، بهذا يجب علينا أن يتغلغل الذكـــر في أعمالنا و نطـقنا و سكوتنا و سرنا و جهرنا ، كونا منفردين أو مع إخواننا ، ألا يكفي يا هـــذا حديث الرسول صلى الله عليه و سلم الذي ذكرناه من قبل.."..لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض من يقول... الله...الله...الله..،.. الحمد لله هـذا تأييد منه لنا صلى الله عليه و سلم لما نقوم به ، تفطن أيها الناكر من أقرب إلى الحقيقة و من أبعد منها إلى الباطل ، زد على هذا هيا نستمع معا إليه صلى الله عليه وسلم ربما نصل معا ونقترب على الأقل إلى شيء من الفهم ..."... اللهم إني عبدك إبن عبدك ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك عدل في قضاءك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابـــك ، أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعــل القـرآن ربيع قلبي و نور صدري و جلاء حزني وذهاب همي و غمـي إلا أذهب الله حزنه وهمه ... تمعن معي في قوله صلى الله عليه و سلـــم... علمته أحد من خلقك... ألا يــدلا على الـخصوصية كما عــلم آدم الأسماء ، فإن فهمت فالحمد لله الذي تتم به الصالحات ، و إن لم تصـل فـأعـلـم أن الله يعلم المفسد في الدين من المصلح فيه و هو القائل ...و كذلك يطـــبع الله على قلوب الذين لا يعلمون..... ، أي لا يعلمون علـــــم اليقين ذلك هو المحجوب عن الحقيقة، إذا أردت إدراك هذه المعاني فعلـيك بكتاب الله غص فيه فسوف تجد من أسرار الله ما ينفتح لها قلبك..،..يقول الله تبارك و تعالى..."..إنما المؤمنين الذين إذا ذكـــر الله وجلت قلوبهم...".. و الوجل هو الفزع و الخوف و عند الفزع يكون البكاء إلى الله و لا يكون البكاء حقيقي إلا من كان له وجع من حرارة العشق لله تعالى و الوجل من أخص صفات المؤمنين ، و الوجل إذا حل في قلب العـبد المؤمن تحرك باطنه ، و إن تحرك الباطن اهتزت الروح ، فترقص الأعضاء فحينئذا لا تسمع إلا صوت الأنين.."آه".. ،..بلغــنا عن سيدنا الشيـخ محمد بلقـايد قدس الله سره أن سـيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر برجل يقـرأ قوله تـعالى:.. إن عـــذاب ربك لواقــــع...، فصاح صيحة سمعت من أقطـار المديـنة ثم غشي عليه فحمل إلي بـيته فمكث يومين لم يرجع كلامـا ..،.. و سمع الأمام الشافعـي رضي الله عنه قارئا يقــرأ قولـه تعالى:.. هذا يوم لا ينطـــقون و لا يــؤذن لهم فيعـتذرون..، فغـــشي عليه و حمل إلى مـنزله..،.. ونذكر أيضا أن شيخنا سـيدي محمد بلقـايد قدس الله سـره..قـال..أن سـيـدنا داود علــيـه السلام كان عنـدما يــقــرأ الزبــور من شدة القراءة يغشى على أتباعه، و هل بــني إسرائيل كـانت أرق أفئدة من أمة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، جاء في الكـامل مارواه إبن عدى ، الأمـام الـــبيهـقي في الشعب أنه صـلى الله عليــه وسلـــم قـرأ الآيـة.. أو قرأت علـيه .."..إن لديـنا أنكـالا و جحيـما و طعامـا ذا غصـة و عـــذاب ألــــيما..".... صعـــق .... وروي الأمـــام أبو داود و النســـائي و الترميـــذي في الشمائل أنه صلى الله علـــيه وسلم كان يصلــيّ و لصـدره أزيز كأزيز المرجل.."....، و ذكر ابن عرضون رضي الله عنه في كتابه.." المقنع.."..، أن الصحابة رضي الله عنهم كانــوا إذا ذكــــروا الله مــال بعضهم على بعض كالشجرة في يوم عاصف..، و كذاك الأمام الرازي ذكر هذا في تفــسيره الكبير..فالذي يحركنا هو ما شربــتـه قلوبـنا بــبركة هـــذه الطريقـة ، و ما مده لنا شيخنا محمد بلقايد قدس الله سره ، و من لمس اللطـائف النورانية على يد خليفته سيدنا الشيخ محمد الهادي نزيل المديـنة المنـورة على صاحبـــها أفضل الصلاة و السلام ، و مثل هذا لا يحـتاج إلى بـــيــان فـقد قضى الوجل و التو اجد بانعدام الكثير من السلف الصالح ، و التواجد لا يسـتبعد وقوعه إلا غليظ الطبع جافي الأخلاق و لا ينكر ذلك من أحـــوالهم الإ من لا ذوق له ، و لو كان عنــده ذوق من ذلك ما أنكـر... قال الأمام محمد متولي الشعراوي رحمه الله... :
لا تـلــق بالا للعــدول فــإنـــه لا أرى قط لفاقد في واجد
لو ذاق كان أحـر منك صبابة لكنه الحرمــان لـــج بجـاحد
و قال أحد الهائمين في الله :
قاموا سكري لذي الـبشارة جعــــلوا عمارة شــكرا لله
أيها الحاضر أذكــر وذاكر إيـــــاك تــــنــــكر حال الله
فالوجد لهم داع يدعوهـم يطـــوى عليهم في ذكر الله
فمن لم يجد فلــــيتواجـــد قصد يتعرض لفـضــــل الله
هكذا قا لوا و لـــذا مالـــوا و لقد غابـــو فـي ذكــر الله
حتى ظــنا من ليس منــــا أننـا جنـــنا في حـــب الله
= = = = = = = =
و قالت السيد ة رابعة العدويه رضي الله عنها:
لهم لهج بذكر الله دوامـــا و لا تراهم الا ذاكريـــــن
وإذا قال لهم النقيب هلمـوا إلى الذكر أتوه مسرعيــــن
وإذا قيل لهـم اللـــه اللــــه تراهم راكعين وساجـديـن

و مما اجمع السادة العلماء العاملون أن الذاكرين الله بإذن خاص يتسموا بأذواق و رقائق رفيعة و معان و مقامات إيمانية سامية لم تجدها عند غيرهم ، و قد تحدثت النصوص القرآنية و أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن عدة أذواق قلبية و أصول إيمانية و معان روحية كدنا أو نكاد نفقدها اليوم ..’.. بل أصبحت هذه الأذواق و الرقائق على حد قول الأمام الشاطبي في الموافقات كالناسي المنسي و صار العمل بها كالغريب المقصي ’ و إن هذا التجليات و الأذواق الإيمانية خشوع القلب ،..و قشعريرة الجلد وبكاء العين..’.. وتصدع الجوارح.. ’.. و صعق..،.. إلى غير ذلك من الأحوال مما ثبت في النصوص الشرعية..’.. و كل ذلك يحصل ناتجة من انفعال باطني ناشئي عن حزن أو خوف او عن شوق..’... فمن تجليات الإيمان .."..التمايل و الاضطراب..".. و يطلق عليه اصطلاحا من بعض العلماء بـ.."..الر قص الصوفي.."..و بالأصح الاهتزاز الصوفي باسم الأنين.. و يكون بالصدر.."..آ ه .."..و ذلك اقتباسا من حديث البخاري و مسلم و حديث الإمام احمد.. عن سيدنا عليّ كرم الله وجهه قال..:.. أتينا النبي صلى الله عليه وسلم أنا و جعفر و زيد .. فقال صلى الله عليه وسلم لزيد... أنت أخونا و مـولانا.. فحجل... و قال لجعـفـر... أشـبهـت خلقي و خلقي... فحجل وراء حجل زيد ... و قال لي... أنت مني و أنا منك...فحجلت وراء حجل جعفر..".. قال البيهقي شارحا الحديث..:.. و الحجل أن يرفع رجلا و يقفز على الأخرى من الفرح..، فإذا فعله الإنسان فرحا بما أتاه الله تعالى من معرفته أو سائر نعمه فلا باس..".
و قال ابن حجر العسقلاني عند شرح الحديث..:..الحجل هو وقف على رجل واحدة..،.. و هو الرقص بهيئة مخصوصة...
وقال الإمام الحافظ ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الحديثة بعد أن سئل عن رقص الصوفية ..:.. نعم له أصل..فقد روي في الحديث أن سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه رقص بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم لما قال له ..:..أشبهت خلقي و خلقي .. و ذلك من لذة الخطاب و لم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم...".
و أربـــاب الأشواق لحضـرة التلاق لا يطيقون الصبر عند ذكر كــل من يشـــيـر إلى محـبــوبهــم لأن الوجد ينشأ من فرط الحب، فيكون الشوق إلى لقائـــه ، وفي هذا ما أشار إليه الحبـيب صلــــى الله عليه و سلم في الحـديث القدسي...".. من شــغلـه ذكـــرى عـــن مسألـتي أعطيــته أفـــضل ما أعطــي السائلــين.."... أي : أجـــعله على سريــــر الممــــــلكة الإلهية تصنع له الصنائع و هو عنها غافـل ، و تقـضي له الحوائــج و هـو لها ناس و عنها ذاهل ، حتى تأخذهم الجذبات لله و تفنى ذواتهم في ذاته و صفاتهم في صفاته..أي.. يغيب العباد عن عبادته ، و الذاكر عن ذكره ، و الموجود في وجوده بـ...الله...الله...الله...،..ثم يفنى بــ..."..آ ه .. و قد وصف الله تبارك و تعالى سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام..."... إن إبراهيم لآواه حليم ..".. (التوبة) ،.. جاء في تفسير ابن كثير رضي الله عنه .." عن عبد الله بن شداد بن الهاد بينما النبي صلى الله عليه و سلم جالس قال رجل..:.. يارسول الله ما الأواه .. قال..: ..المتضرع..،.. و عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لرجل يقال له ذو البجا دين .." إنه أواه "..، ..و ذلك الرجل إنه إذا ذكر الله في القرآن رفع صوته بالدعاء ، و قال سعيد بن جبير رضي الله عنه و الشعبي :..الأواه هو المسبح ، و قال شفى بن مانع عن أبي أيوب : الأواه الذى إذا ذكــر خطــاياه استغـفـر منها ، و عن أبى ذر رضي الله عنه قال..:.. كان رجل يطوف بالبيت الحرام و يقول في دعائه ..".. أوه .. أوه ..،.. فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال ..".. أنه أواه ".. و قال ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنه أن سيدنا إبراهيم عليه السلام... " كان إذا ذكر النار قال :..أوه.. من النار.. .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر




الرقص الصوفي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرقص الصوفي   الرقص الصوفي Emptyالسبت أغسطس 22, 2015 12:52 pm


يقول ابن عطاء الله رضي الله عنه في حكمه..."..ما حجبك عن الله وجود موجود معه..."...، و الله ضرب لنا إشارة في هذا في كتابــه العزيز..".. هو الأول و الأخـر و الظــاهــر و الباطن.."..(الحــــديـــد) فرق كبـــــــير بيـــن من قـــلبــه عنــد المكــون و بيـــن من قلـــــبه عنـــد الأكــوان ، فــمــــن كــان قـــلبــه عــند المكــون فالأكــــوان مــن حيــث هـي قـــبضتــــه ، و مــــن كان قلـــبه عنــــــــد الأكــوان فهـــو و قلبــــه في قـــبـضتها-أي- الدنـــيـا مسـلطة علـــيه ، نسأل الله أن يحـررنا منها بمحض كرمـــه .
كــتـب سيدي مــولاي العربي الدرقــاوي يــوما يـــوصــي فيــها الفقــــراء ، جاء فيها مايلي :
..."... أن لا تنفصلوا عن ذكر ربكم كما أمركم ، قيامـــا و قعـــودا و على جنوبكـم ، فأمــر الذكـــر واسع و أنــظروا إن شئــــتم معنــى قولــه تعالى ...".. ياأيها الذين آمنوا أذكـروا الله ذكر كثيرا...".. عند أهل التفسيـــــر رضي الله عنهم فإنكم تجــدون أمر الـذكـــر واسـع كـما قـلنــا لكم ، و أمـا ذكـر الاسم الأعظم .. الله .. ، فنرى و الله أعلم أن الصـــواب أن يذكــــــره الـذاكــر بسكـيـنـة ووقار و إعظـام و إجلال و اعتماد على الله و أن لا يذكر ... الله .... الله ... الله... بلا مــّد و لــيــذكـــر......الله ....... الله ....... الله . بوقف الإشباع ، بهذا تكون السكينة و الاطمئنان ، يقــول اللـــه تبــــارك وتعالى..."...ألآ بـذكر الله تطمــئن القلوب..."... ، ويقـــول عز وجل ..."...إنما المؤمنين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم..".. ، فالطمائنية و الاقشعرار و الخشية و لين القلب كل ذلك وجد ، ولهــــذا لابد أن يشـــــيع الذكر في بيوتنا و في الزوايا و الجهـر به مع القيــام و القعــود بالاسم الأعظم باللسان ...".. الله .."... و بالصدر..."..آ ه .."... مع تشـبيك الأيدي في القيام بالسماع بأبيات من كلام رجال الله بالمعاني الرقــيقة ، و في هـــذا يقــول الحبيب صلى الله علي وسلم فيما معنـاه و الله أعــلم .."... أبكـــوا فــــإن لم تبــكوا فتـــباكوا..."..، و لا تلــقوا أسماعــكم على من أنكـــر، أو لام ، مــقصـودنا هـو الله ، و الله نسأل أن يجعلنا في حصنه....".. أ .هـــ .
للـه ذر سيدي أبو مدين شعيب رضي الله عنه الذي يقول :
فقل للذي ينهي عن الوجد أهله إذ
لم تذق معنى شراب الهوى دعـــــــــــــــنا
إذا إهتزت الأرواح شوقا الى اللقاء
تراقصت الأشباح ياجاهل ألــــــمعـــــــــنا
يفرح بالتغريد مابفؤاده فتضطر
الأعضاء في الحس و المعـــــــــــــــــــــنا
و يرقص في الأقفاص شــوقا الى
اللقاء فتهتز أرباب العقول إذا غـــــــــــــنا
كــــذلك أرواح المحبـــيــــن يافتى
تهزها الأشواق للعالم الأســـــــــــــــــــــنا
و تـــهـــتـــزعند الأستــماع قلوبنا
إذا لم نجد كتم المواجيد صرخــــــــــــــنا
فيا حادي العشاق قم وأحد قائـــما
و زمزم لنا بإسم الحبيب و روحـــــــــــنا
= = = = = =
و الاهتزاز عند أهل الله تعبير نبيل عن شعور أصيل ، و كما قالوا أهل العلم هو نتيجة انفعال باطني ناشئ عن قوة الوارد، فتهتز الأجسام لتؤدي مالا يؤديه البكاء..، و الصعق ، و لتخفف من قوة التأثر الباطني العنيف ، و هذه الأحوال التي يقترن بها البكاء و الوجل.. و القشعريرة و الصعق ’ و نحو ذلك إذا كانت أسبابها مشروعة و صاحبها صادقا عاجزا عن دفعها كان فعله محمودا ... قال حجة الاسلام أبي حامد الغزاليّ رحمه الله..:..و ذلك يكون لفـرح أو شـوق ..و الرقـص يـزيده و يؤكـده فهو محمود ، و إن كان مباحا فهو مباح و ان كان مذموما فهو مذموم.
و الاهتزاز و التمايل أثناء الذكر أمر فطري، وجداني و تلقائي يلاحظه كثير من الناس أثناء تلاوة القرآن عندما يعيش المرء مع معاني الذكر الحكيم فيجد نفسه يتمايل بدون شعور ..، و يزداد الاهتزاز و التمايل قوة بحسب قوة الشعور و الذوق ، و قوة التجليّ و الوارد...، قال الإمام سيدنا عليّ كرم الله وجهه و هو يصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ...:..لقد رأيت أثرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أرى احد يشبههم ، و الله كانوا يصبحون شعتا غبرا صفرا بين أعينهم مثل ركب المعزي ، قد باتوا يتلون كتاب الله يراوحون بين أقدامهم و جباههم ، إذا ذكر الله مالوا كما تميل الشجرة في يوم ريح..أ..هــ.
و التــواجـد كــمـا قالــوا عنـه سادتـــنا أهـل الله هــو من لوائـح ما ينشأ عن الاستــغــراق في الذكـر و خـاصة الحـامـل الاسم الأعظم على يد شيخ مربي عارف المسالك ، نســـأل الله أن يوفـــقــنا و أحبتنا للاستغراق فــي الذكـــر بمنــه و كرمــه، قــال مولاي العربي الدرقاوي رضي الله عنه:
وأشطح على الكون و أرقص بـــــقــــــول الهـ الله
و أطرب على ذاك و أشرب خـمـره ذكــــرك الله
ففيـــــــــه ســـر خفــــــــي يـــد ره مـن ذكــر الله
وكــــن فقــــــــــيرا إليـــــه تغــــن بــذكـــرك الله
و إن بـــــــــدأ لك غـــــــير فـــلــتمحه باســـم الله
و لاتخــــف سوء حـــــجب ما دمـت تــذكــر الله
و ســـــــــر به في أمــــان سـيـر إمرىّ قام بالله
حتــــى تـــرى بمـــــقــــام رقى على الكـون بالله
يلــــوح نــــور الـــــتجلي يـهـــــديـــــك لله بالله
تفنـــــى بــه ثــم تبــــفـــى و لا تـــرى ســوى الله
هـــــذى لعــمرى حـــــياة لا مــــوتـة فـــيــها بالله
يســــــــلمها لك شـــــيــــخ قــــــــد قـــــام بالله لله
ســلم لــــــه و تــحبــــــب ففي رضـــــاه رضا الله
أطـــرح له الــنفس و ألـزم مـــراده طـــــــالب الله
= = = = = = = =
وكان سلطان العلماء العز بن عبد السلام و هو الذي برع في الفقه و الأصول و اللغة العربية و درس و أفتى و صنف و بلغ رتبة الاجتهاد و انتهت إليه رئاسة المذهب في الزهد و الورع و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الصلابة في الدين ...كان مع شدته فيه حسن محاضرة بالنوادر و الأشعار ، يحـضـر السماع و يهـتـز.. و قد جعل الإمام اليافعي و هو من علماء المالكية رقص أو اهتزاز سلطان العلماء العز دليلا على جواز ذلك ، لان فعله حجة فهو من كبار العلماء...، و قال الإمام السيوطي...:..و قد صح القيام و الرقص في مجالس الذكر و السماع عن جماعة من كبار الأئمة منهم شيخ الإسلام العز بن عبد السلام... و قال ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين..:.. اختلف الناس في التواجد ..:..هل يسلم لصاحبه ..؟.. فكان الجواب على قولين .. قالت طائفة..:.. لا يسلم لصاحبه لما فيه من التكلف و إظهار ما ليس عنده...و قوم قالوا..:.. يسلم للصادق الذي يرصد لوجدان المعاني الصحيحة..،..كما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم...:.. ابكوا..، فان لم تبكوا فتباكوا..، و قد سأل سيدنا الشيخ محمد بلقايد قدس الله سرّه فقال..:..يسلم له لان تكلفه لاستجلاب حال ، أو مقام مع الله ، هذا سيدنا الإمام مالك رضي الله عنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه و ينحي حتى يصعب ذلك على جلسائه...و ثـبـت الـتـمـايـل في الـصحــيـح لـرسـول الله صلى الله عليه وسلم.. فعن عبد الله بن عمر قال..سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو على المنبر يقول..:. يأخذ الجبار سماواته و أرضيه بيده، و يقول..:.. أنا الجبار..، أنا الملك..، أيـن الـجـبـارون..؟.. أيـن المتكبرون..؟.. و هو صلى الله عليه وسلم يتمايل عن يمينه و عن شماله حتى نظرت الى المنبر يتحرك من أسفل شئ منه حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم...، و في رواية عن جبل السنة الامام احمد رضي الله عنه..:.. حتى رجف به المنبر فضننا انه سيخر به.
بل و ثبت كذلك في الصحيح اهتزاز العرش في عليانه فرحا بقدوم الروح الطاهرة لسيدنا سعد بن معاذ ، و ذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم .."..اهتز عرش الرحمان لموت سعد بن معاذ..".. ،..و بهذا الذي ذكرنا ندع كل وهم و نتبحر في بحار الوجدان في عمق كلام الله ..".. لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله و تلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون.."..، فضرب المثل من الأساليب القرآنية المعهودة التي تعمل على تقريب المعنى ، و كأن المعنى هنا هو إذا كان الجبل على صلابته و تناهي قسوته و قوته لو نزل عليه القرآن لتأثر منه بالخشوع و التصدع ، فكيف يكون الحال بالنسبة للقلوب ..، و الله سبحانه و تعالى ضرب للناس المثل بالجبال الرواسي ليعلموا أنهم أولى بذلك الخشوع و التصدع.. ،..فهلاّ رأيتم رجلا تصدعت جوانحه من خشية الله..؟..نعم عندنا قرآن يـتلى .. فيه..".. فلما تجليّ للجبل جعله دكا و خر موسى صعقا.."..قال صاحب التحرير و التنوير.."..صعق موسى من اندكاك الجبل فعلم موسى انه لو توجه ذلك التجليّ إليه لانتثر جسمه فضضا..".
و قد ثبت في عدة نصوص تأثر المخلوقات الجمادية بالذكر بكاء و خشوعا و تصدعا ، كما ثبت لها كذلك الاهتزاز و التمايل ..، فعن انس بن مالك رضي الله عنه قال ..".. صعد النبي صلى الله عليه وسلم احد –أي- جبل احد و معه أبي بكر الصديق و عمر و عثمان فرجف بهم ، فضربه برجله الحبيب صلى الله عليه وسلم و قال .."..أثبت احد، فما عليك إلا نبيّا و صديق و شهيدان.."..، قال انس رضي الله عنه و ما اضطرب الجبل إلا طربا و فرحا بوقوف و لمس قدم النبيّ صلى الله عليه وسلم...،..فاذا ثبت البكاء و الخشوع و التصدع و الاهتزاز للجمادات الصماء ،فكيف مع المؤمن الصادق.. و الله تعالى أكرم الإنسان بخصوصية لم ترق إليها المخلوقات الأخرى حيث نفخ فيه من روح و جعله حاملا للأمانة التي أشفقت الكريم على السماوات و الأرض من حملها ، فصار بذلك مؤهلا أكثر من غيره لاستشفاف أسـرار الله و أنواره ، لكن الإنـسـان اخـلـد إلى الأرض و اتبع هواه، فانطبع ذلك على قلبه حجبا و أقفالا منعته من إدراك و تذوق تلك المعاني الإيمانية السامية و الباقية في نفوس بقية الباقية إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.
وأباح الأمام أبو حامد الغزالي في كتابه .." أحياء علوم الدين ".. الاهتزاز، قال رضي الله عنه ... إن الرقص أو التباكي فهو مباح ، إذا لم يــقصد به المرآة ، لأن التباكي استجلاب للحزن ، و الرقص سبب في تحريك السرور و النشاط ، فكل سرور مباح فيجوز تحريكه ، و لو كان ذاك حـــراما لمـــا نظرت السيدة عائشة رضي الله عنها خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض الروايات و قد روى عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهـــم أنهم حجلوا لما ورد عليهم سرور أوجب ذلك لما قال صلى الله عليه و ســلم لسيدنا علي رضي الله عنه...".. أنت مني و أنا منك .."... فحجــل علي رضي الله عنه ، و قال صلى الله عليه و سلم لسيدنا جعفر رضي الله الله عنه ...".. أشبهت خلقي و خُلقي.."... فحجـل جعــفــر وراء عليّ، و قال لــزيد بـن حارثة رضي الله عنه...".. أنت أخــونا و مـولانا.."... فحجل زيد وراء جعفـر، و الحجـل كما جاء في الأحياء هو الرقص و الاهتزاز و قد يكـــون لـفرح أو شـوق إذا فهو محمود، قال أحد العارفين في قصيدته:
فتراقصوا ضربا لذاتهم توجـدوا فيه بذاك و صاحو
فذكر اللأسم الأعــــــظم .....الله......الله......الله...... عند ذكره يفعل عندنا في القلب كفعــل السياط في البدن ، و كل ذاكر يحس حسب قوته و ضعفه ، و الله لقد رأينا من سادتنا إذا خرج من مجلس الذكر عليه السكيـنة و الوقار و إذا كلمتــه لا يتكـلم معـك حتى تمر عليه لحظات فيرجع إلى حالتـه الطبيعة ، الذاكر في هذا المــقام هائم في الله فــهم إذا سمعــوا طابوا ،وعن الأكــوان غابوا ، و قد يغشاهم من سماعهم ما يقيم ويــقعد ، و يدر الدمع و يـــثير كامن الوجـد و يــــبـــعث ساكــن الــشوق من حــيث أن السماع يهز الروح هـــزا و يحرك الــــقلب بمــا فيـــه ، احتياجنا إلى السماع و الذكـر احتياج الظمآن إلى الماء البارد أو المريض إلى الدواء.
و في هذا نقول ..:
أي سر إذا العمارة قامـــت و أرتوى من معينها الفقراء
و تعالت أهات شوق فللصدر أزيز و لــلـقــلوب ارتــقاء
كان فــيها معــلما و طبـــيبا لسقــام يعــــز فيها الـدواء
= = = = = = = = = =
يقول الشيخ عبد الرحمان باش التارزى الجزائري في كتابه ..".. أغنية المريد في شرح التوحيد..".. ".. إن ثمرات الذكر بجميع الأسماء و الصفات مجموعة في الذكر الفرد و هو قولنا ... الله ... الله .. و ذلك هو الغاية و إليه النهاية ، إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ، فليتخذ هذا الذكر دأبا دائما و ديدنا ملازما لا يغفل عنه طرفة عين.." ، وأنا أطالع هذا الكلام الجوهري تذكرت أنني كنت مع سيدنا الشيخ محمد الهادي رضي الله عنه و أرضاه بفندق الابيار بالجزائر العاصمة.. أتــــكلم معه في الأذكار وكـان رضي الله عنـــه يلـح عليّ أن أذكر الاسم الأعظم ...الله.... و قال لي.. : سيدنا الشيخ يقول أنه جـامــــع لجميع الأذكار ، فقلت له سيدي.. هل تكرمت عليّ و عرفتني ثمرة من ثمرات الاسم الأعظــم، فقال لي...."...أعلم يا سيدى عليّ ..أن هـذا الاسم هـو سـلـطـا ن الأسـمـاء ، وهو بساط العلم و ثمرته النور ، و ليس النور مقصودا لذاته ، بل لما يقع به من الكشف و العيان فينبغي الإكثــــار من ذكره فإنه يأتي في ذكر الاسم ... الله... ما لا يأتي في غيره من الأذكار...."..أ..هـ.. كلامه رضي الله عنه...
يقــول الأمام الجـــنيد رضي الله عنه .."... ذاكــر هذا الاسم ذاهب من نفسه متصل بربه ، ناظـر إليه بقـلبه ، قـد أحـرقـت أنـوار شهود صفات بشريته، وصفى شرابه من كأس خصوصيته ، قد تجلى له المذكور في الذكر فغاب إحساسه في الفكر ، فإن تكلم فعلى الله ، و إن تحرك فبأمر الله ، و إن سكن فمع الله ، فهو بالله و لله و مع الله ومن الله و إلى الله ، و له بعــد هــذا ما تضـمحـل بــه الإشارة و تنـــقطع عنه العبارة ...
يقـــول سيدى محـــمد الحـــــراق رضي الله عنه:
يكفيك من شرف الطريقة أن من تهواه قـد هامـت به الأرواح
= = = = = = = =
يقول شيخ شيخــنا سيدي محمد الهبـــرى رضي الله عنه:
ألا فقل لمن يبغي الصواب و يقتفي
بأربـــاب أهل الله و يحفظ ما أملي
فخد لب أقوال الشــيوخ و أخدهــم
و دع ما تراه العين تبخي من الجهل
عليك بذكر الاسم ياصاح إنـــــه
صفاء و نور للقلــــوب من الخبــــل
و لا تركنن إلى الظواهر ظاهرا
و تزعم أنك تصل إلى الأصـــــــل
فهذا محال لا تصل لســـــــــره
إلا أن تطــوى لك العـوالم بالــكــــل
عليك بذكر الاسم في كل ساعة
يبصرك ما في العلو و في السفــــل
لقد نصحت الأخوان و الله شاهد
فجرب فـفي التجريـب علم الأفاضــل
= = = = = = = =
فبذكر الاسم الأعظم ...الله...تبتهــج القلوب وتـتـضح السرائر الغـيوب ، يقول الإمام مالك رضي الله عنه ..: ..الوجد هو شعور باطني يحرك الـــشوق.. فإذا ما نزل العينين بكي بهما ،... و إذا ما نزل على الــيـديـن صفـق و مـزق بها... و إذا ما نزل على العـقل أغــشـي عليه ...، و إذا ما نزل على الرجلين اهــتز بهـــما ...
إذن الذي ذكرناه من الأدلة ما يحصل في الذكر بالاسم الأعظم...الله......من الوجد دليل على إباحة الاهتزاز باسم الأنين ...آه...، لأن الذاكـر في هذه الحالة طواه مولاه عن أحاســيسه و أيقظ وجدانه، و قد سألنا أحد المحبين كيف يتم نطق الاسـم الأعظم لأننا نسمع ألفاظ متفرقة، نقول بما أخذنا من شيخنا قدس الله سرّه..: ذلك حسب حال الذاكر و حسب تمكنه و تحكمه قي حاله... فمن الـذاكرين من ينـطـق....الله...... ومنهم من يـنطـقه... آلله... بالـمـد و منهم من يقول ...آه....آه... و منهم من تسمع منه... هــه...هـــه.... إلى غيـــر ذلك، كما أن لفــواتــح السور أسرار ربانية اختلف فيها المفسرين في معانيــها..،.. كذلك الاهتزاز بالاســم الأعظم....الله.... أو اسـم الأنين...آه... فيه أسرار يعلمها الله لعبده حسب طاقته و فناءه في ذكر الاسم الأعظم.....الله....، و لا ينكر ذكر الاسم الأعــظم إلا جاهــل أو راضي عن نفــسـه فالذاكر المتواجد يخرج عن طوره ..إذا سـيطر عليه الشوق فلا يملك مع الشوق شعوره و زمام نفسه فهو غــاب عن الكون و عن ذاته ، و هذا ما حصل لسيدنا جعفر عندما خاطبه الرسول الكـــــــريم صلى الله عليه و سلم ..."...أشبهت خلقي و خلقي..." فــقام سيدنا جعفـر و رقص أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم و لم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم هنا نقول أن سيدنا جعفــر رضي الله عنه غاب غياب الكلي في روحانية ســــيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن الرسول الكريم صلى الله عليــه و ســلم نور الله و النور نرى به و لا نراه ، فسـيدنا جعفر غاب في نــور الأنـوار ..وهذا ما أشار اليه سيدنا كعب بن زهير رضي الله عنه... :
لما نظرت إلى أنواره سطعــــــــــت
وضعت من خيفتي كفي على بصر
خوفا على بصري من حسن صورته
فـــــلـست أنـــظره إلا على قــــــــدر
من نــــــوره في نــــوره غــــرقــــت
و الوجه منه طلوع الشمس و القمــــر
لا يفهم و لا يحس بهذا إلا من استغرق في ذكـر الله عز و جل و الاستغراق و الفناء في ذكر الاسم الأعظم يذهب بالذاكــــر عن نفسه و أبناء جنسه ، و هنا أتذكــر مقالة سمعتها من شيخي سيدي محمد الهادي نزيل المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة و السلام قالها في جـمع بمصر "...و كل مقام عظيم يناله المؤمن الطاهر الطيب القريب من الله و رسوله هو في استغراقه لذكره الاسم الأعظم ، عندما يستغرق و يفني في ذكر الاسم الأعظم ينال كل مــا سمعتموه ، بل كل ما سمعتموه جزء بسيط من ذلك الاستغراق و الحضــور و القرب من الله و رسوله ، فكلها مجتمعة بأن المؤمن يستـــغرق و يفني في ذكــر الله مستحضرا وسيــلته إلى اللــه ، نرجو من اللـه العلــي القديــــر أن يجعلنا مستحضرين وسيلتنا إلى الله بذات شيخـــنا محمد بلقايد و بذات سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و متوجهنا إلى اللـه بـالله ..."... أ.هــ...
و يـشـتـرط عـلى العــبد أن يذكر الاسم الأعظم على يد شيـــخ كامل عارف بالله مربي كما إبن عاشر في متنه:
يصحبـه شيـخ عارف المسالك يــقيـه في طـريقـه المهـالـك
ويكون هو الوسيلــــة له في الذكــــر ، لأن الشـيــخ المربي يعتـــبر في حـياة الفقــير النور الوهاج الذي يستمد منه الفقير و يــنير به طــــريق التوجه الي الحضرة النورانية ، جاء في شـرح المـــباحث الأصلية لأبن عجيبة رحمه الله:.. :.. أن أبى حامــد الغـزالي رضي الله عنــه قــال.."..:.. لقد أردت في بــدايـــــة أمــري سلـوك هـذه الطــريقـة بكــثـرة الأوراد والصـوم والصـــلاة..، فلمـــا علـــم الله صـدق نيــتي قيـــض لي وليّ مــن أوليــائه فـــقـال لــي..."... بابني أقطع عن قلـبك كل عــلاقــة إلا الله وحـده و أخل نـفـسك و أجمع هـتك و قـل ... الله ... الله ... الله ... ".. أ . هـ.. .
فـلـذة الـقـرب و تـذوق حــرارة الإيــمـان ، ونسيم الاتصال بالله كـأنك تـراه هـو أسـمى ما يـتـحـلـى به الإنـسـان فـي هـذا الـوجـود وقــد سـمعـنـا احـد الـعــلـمـاء كـلام عـن ابـن القيم رحمه الله .."..مـن لـم يـكـن لـه نـسـبـة في لـذة الـقـرب و تـذوقـه و كـيـفــيـة جـمع قلـبه عـلى الله..،.. و فـرحـه به و أنـسـه بـقــربـه و شـوقـه إلي لـقـائــه لا يـفـقــه هـذا الــكــلام ..،لأن هـذا أمـر لا يـصدق به إلا مـن ذاقـــه ، فـإنـمـا يصـدقــه من أشــرق فـــيـــه ما أشـــرق فــيــك ...و لله درالقائل..:
هزني الغرام و سقني شربة فأبصرت ما لم أكن مبصرا
ثم قال..:. و ما ظنك تصدق بهذا، و انه يصير له وجود آخر ..، و تقول.:..هذا خيال ووهم ..،.. فلا تعجل بإنكار ما لم تحط به علما فضلا عن ذوق حاله و أعط القوس باريها ، و خل المطايا و حاديها....أ..هـ.. .
و الله ياسـيدى جرب ففي التجريـب عـلم الأفاضل كمـا قــال شيخ شيخنا سيدي محمد الهبر يرضى الله عنه.. ، تجد أن الذكر بالاسم الأعظم يفقد شــعورك بوجـــــودك حتى الأغيار حولك و تعود الذات مطهرة من أوطار المادة ، و تغــدو و كــأنها ذات مطـــلقة لا تحــدها زمان و لا مكان.. ،.. حتي أهل العلم جعــلوا لهـذا الاسم من الخصائص ما ليس في غيــــره من الأسمــاء مــســتلزم لجمـيع معــاني الأسماء الحسنى دال عــليــها بـــالإجـمال ، و لهذا عــنــد ذكــر الاسم الأعــظـم ...".. الله ..".. يـــحــرك القلب فلا تسمـع إلا اسم الأنين ...".. آ ه ..".. ، فتحــس أن روحك في اشتياق إلي التـرقي للنعيم الروحــاني و هذا بســكون الاسم الأعظم فيه ، و في هذا أشار سيدي بومدين الغوث رضي الله عنه :
و لاح نور الجلالة لو أضاء لصم الجبال الراسيات لداكتي
ويقول الشيح محمد متولـــي الشعـــراوي رضي الله عنه عندما فتح الله عليه على يد شيخنا محمد بلقايد قدس الله سره ..:
ذقنا مواجيد الحقيـقة عنــده و به عرجنا في صفاء مصاعد
الله قل بجوى الهيام ذرهموا يتخبــطون بكـــل زور فاســـد
= = = = = = = = =
و لا نجد تعبير لهذا المعنى إلا ما قاله الأمام البوصيرى في بردته:
نعم سرى ضيف من أهوى فأرقني و الحب يعترض اللذات بالألم
يالائمي في الهـوى العذري معذرة مني إليك و لو أنصفت لم تلـم
آه ، ياسيدي لو يسري الوجل في روحك ، ثم تنظر هل تملك نفسك أم لا..؟..، الوجل من أخص الصفات في المؤمــن و هذا شيّ ربـاني و الوجـل إذا وقع في القلب و جرى في الأعضاء حرك المؤمن باطنا و ظاهــرا ، فـــتدك جبال المـؤمن دكا، كمــا أشـــار إلــيه سلــطــان العاشــقين ابن الفــارض رضي الله عنه ..:
و صارت جبالي دكــــــــــا من هــيـــبـــــة المتجلــــــي
= = = = = = = = =
قال الأمام الجنبد رضي الله عنه :..".. كما الــــفكر يطرق إلى العلم فبذكر الاسم العظم .."..الله.."..تعـرج بقـلـبـك إلى العـالم الـملكـوت
يقول الشيخ محمد متولى الشعراوي رحمه الله...
وهناك تكشـف كل سـرغامـض و تشاهد الملكوت مشهد راشد
وإذا البصــائر أيــــنعت ثمراتها نالت بها الأبصار كل شوارد
ويقــول مــعروف الكرخي رضي الله عنه.."..
الوجد رفع الحجاب ، و مشاهـــــدة الرقيب ، و حضـــور الفــهم ، و هو فناؤك من حيث أنت.."..
و بما أن شيخنا محمد بلقايد قدس الله سره جعل السماع عصير القرآن ، فالله عزوجل قال في كتابه العزيز..."... لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيــــته خاشعا متصدعا من خشية الله و تلك الأمثال نضربها للــناس لعلهم يتفكرون..."...، فلماذا لا نعذر القلوب إذا تصـــدعت فالذي ينكر على الفقراء لما يجدونه في قلوبهم نتيجة لذكر الاسم الأعظــم ...".. الله.."... ، أو نتيجة ذكـــر اسم الأنين .."آ ه "..،.. فأول حالة يصف بــها هذا أنه لم يجـــــد في باطنـه ما وجده الـــذي تصدع قلـــبه لذكــر الله ، و لا غرابــة في كــل هـــذا فـإن صانــع القلوب سبحانه و تعالي قد ذكر من القلوب ما هي كالحجارة أو أشد قسوة ، سمـعت شيخنا محمد بلقايد قدس الله سره يقول.. : ..أن سيدنا رسول الله صلى الله علـيـه و سلم ذكر في أمته أقواما يدخلون الجـــنة أفـــئدتـهم مثل أفئـدة الطير..."...
فأين يوجد المشار إليهم في هذا الحديث الذي سمعنـــاه من شيخــنا و قدوتنـا محمد بلقـايد قدس الله سره ، إن لم يوجــد في حيز الذاكرين الهائميــن في حب الله و حب رسوله صلى الله عليه و سلم وحب آل بيــته ، فلــم تدرك هــــذه المعـاني فرأيـت منا مالا تستـــطيع علــيه صــبرا فأنكرته علـينا كما أنكر سيدنا موسي عليه السلام على العبد الصالح الخضر مع هذا قال له انك لا تستطيع معي صبـرا... و عـنـد الـفـراق قال له الـعــبــد الصالح... و ما فعـلـته عن أمـري..فـقـال الحـبـيب سـيـدنا رسـول الله صلى الله عليه وسلم..آه.. لو صبر أخي موسى لرأينا ما رأينا..،..فالــذاكـر بالاسم الأعظم .."الله".. أو أثنـاء هــيــجـانـه باســـم الأنين ..." آ ه "... يحصـل له من لــــذة المواجيـد ، و لا يشعر بهذه المواجيد الروحانية إلا ذاكر الله بشوق و صدق رسوله صلى الله عليه و سلم الذي قال ...".. ســــيروا فقد سبق المفردون بذكر الله .."... ذكره الأمام السيوطي في الجامع الصغير و ذكره الأمام مسلم و الأمام أبـو داود ، وهنا نقول مايدريك أيها الناهى عن الوجد أن يكون اهتزاز أهل الله باسم الأنين ..آه.. هو نفس الاهتزاز المخبر عـنه في الحديث ، و كما قالوا..: ..كل حبيب يـرتعد عند ذكر حبيبه ، قال إبن الأوزع رضي الله عنه..:..انطلقـت مع النبي صلى الله عـليــه و ســلم ليلة قمـر بالمسجد على رجــل يرفـع صوتـه بالذكر ، فقلت : يارسول الله عسى أن يكون هذا مرئيا فقال لي.. : ..لا و لكنه أوآه ..".. ،.. ألا يكـفي من هذا أنــه يشــير إلى معنى اسم و هو ما يسمى عنـدنا باسم الأنين ، أو شــئت نقول اسم الصدر .." آ ه ".. كل ما ذكرنا كمــا قال شــيخنا محمد الهـادي رضي الله عنه من لوائح ما ينشأ الاستغراق في ذكر الاسم الأعظم..الله.. لا ريب فيه .
فاسم الصدر ..." آ ه "... كما يسمه سادتــنا أهل الله ..يعـــتبر أثـــر لبعض أسماء الله ، فبذكره يعـــبر به عما يـــجـــول بخاطـره و يحرك صدره من معـــاني الذل و العبودية و التضرع لله تعالى و خروج .. آ ه .. من صدر الذاكـــر في تلك اللحظات تذكر الذاكــر بما يحمله اسمه تعالى .. الضــار .. من معانى القوة و القهر فتخرج حنيئذا من صدره هذه الألــفاظ حاملة لمعاني الخضوع و الاستسلام مقرونة بطــلب العافيــة و الرحمة و الإحسان ، و كشف الضر و البلاء ، و لهذا لم ينه الرسول الكريم صلــــى الله عليه و سلم المريض عن الأنين بل قال صلى الله عليه و سلم ...".. دعوه يـئن .."... فإن الأنين اسم من أسمائه تعالى لأن ذلك الأنين أثر لما يجـــــده المريض بداخله من الألم و الإحسـاس منه بفقـدان الحول والقوة على دفع ذلك الألم ، فصاحب الأنين المتلفظ بـ..."آ ه".. إن لم يـــرد بهـا مجــرد الألـم فــهو ذكر لله تعالى بلفظ دال على اسم من أسمائه جل ذكره .
اتفق أهل الله و خاصته لا حرج على العــبد في أن يــذكر الله بأي صيغة من الذكر لفظـية كانت أو غير لفظـية أو يذكره بإشارة حســــــية دالة على بعض أسمائه ، كما فعــل الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم عندما قال لأصحابه ذات يــوم ..".. هل فيكم غريـب ..؟.. ، قالــوا : ..".. لا بيـــنا و لا معنــا غريــب يارسول الله... فقال صلى الله عليه و سلم ..".. أغلـقوا الباب ..".. ثم قال صلى الله عليه و سلم ..".. ارفعوا أيـــديكـم و قــولــوا..".. لا إله إلا الله ... الى آخـــر الحديـــث ، و جــاء عن إمام الطائــــفة الإمام الجنيد رضي الله عنه عندما سئل عن السماع هل هو مــباح ؟ فـقال رضي الله عنه ..".. كل شي يجمع العبد مع ربه فهو مباح عندنا.."..بهذا نعلم أن دواء القلوب من الغفلة و جمعـــها مع الله يكــون بذكــر الله و مطـلـوب بأي صـيـغـة كما أشار إمام الطائفة، لو تمــعـن الإنـسـان في الـشريـعة بعـمـق مع الـفـتـح مـنه سـبحـانـه و تـعالى ، سـوف يجـد حقائق كامنة في بــاطن الشريعة ، و الله لـن يـأذن بأسـتـخـرجـهـا إلا مـن أذن لـه مـن الـراسـخـون في الـعلـم لأن الراسخون و هم اهل الله و خاصته..،.. من فضل الله علـيهم أن يكشــف لهم أسرار عديـدة في علم أللدني ، و في هـــذا قالت رابعة العــــدوية رضي الله عنها ..:
قلوب العارفين لها عيون ترى مالا يرى للناظرين
و ألسنة بأسرار تناجــــي تغيب عن الكرام الكاتبين
= = = = = = = =
في هذا المقام ، يقول حــــجة الإسلام أبو حامد الـــغزالي رضي الله عنه في كتابه " المنقد من الظلال " ...".. أعلم أن أرباب القلـــــب يكاشـــــفون عن الأسرار الملكوت تارة على سبيل الإلهام بأن تحضر لهم على سبـيل الورود عليهم من حيث لا يعلمون ، و تارة على سبيل الرؤيا الصادقة و تـــارة في اليقظة على سبيل كشف المعاني بمشاهدة الأمثلة كما يكون في المنام و هـذه أعلى الدرجـــــات ،فإياك أن يكون حظــــك من العلم إنكار كـل ما جــاوز تصـورك ، ففيه هلك من تودع ممن يزعم أنـــه أحــاط بعــلم المـــنقول و المعقول ، و الجهل خير من علم يدعو الى إنكار مثل هذه الأمور على أولياء الله... ا.هــ..
إذن هــيـا نــتخلـــــص من ذكـــر ما لـم يكن و نشـــتغل بـذكر ما لم يــزل ، قــال لنا شـيخـنا محمد بلقايد قـدس الله سره عند أخد الطريقة عنه .. "..أوصيكم يا أبنائي أن تفتحوا قولبـكم بمفتاح لا اله إلا الله ... و الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم ...".. فعـملـنا بمـــا وفقنا الله ما قـاله لنا شيخنا قدس الله ســره ، و بـعد أن دخـلنا الـخـــلــوة عـلــى يــده و لقـــنا الاسـم الأعـــظم ..".. الله ..".. قال لنا قدس الله ســـره ..".. و الآن يا أبنائي أفتحوا أروحكم بقولكم ... الله ... الله ... الله ...".. ،.. نسأل الله تعالى أن يجـعل ما تبقى مـــن عمـــرنا ذاكرين الاسم الأعظم ... الله ... وعند مــوتنا نقــــول ... الله ... و إذا سئلنا في قبورنا نقول ... الله ... و إذا أخدنا كتابنا نقول ... الله ... و إذا وزنت أعمــالنا نقول ... الله ... و إذا جزنا علـــى الصـــراط نقــول ... الله ... و يـــوم القــــيامــة نقـــول ... الله ... و إذا دخـلـنا الجـــنة برحمـته و كرمه نقول ... الله ... حتى إذا اجتمعنا مع سادتنا نقول ... الله ... الله ... الله ... على الرغم من لم يقــل ... الله ... .
إذا أردنا أن نــتكلم على ما يـــنطوى عليــه هذا الاسم من الأســرار الخفيــة و المعاني القدسية التي نحسها في تجلى المعــــاني و فــهـم الخطـاب في حالــة ذكـر الاسم الأعظم ..".. الله ..".. في الخــلـوات و الاهـتــزاز باسم الأنين .. "..آ ه .."... لــما وسـعــتـنـا المجـــلدات ليــس فقــــــط لطوله بل لوجود فيه ما ليس مقياسه العقـل و المنـــطق، و يعتـــبر البـــــوح بأسرار مالا يجب البوح به و قد قالوا:
بسر إن باحوا تباح دماءهم
هكذا دماء البائحون تباحو
= = = = = = = =
و معـــــرفة طــريق أهــــل الله في الحقيــقة كادت تكــــون غامضة أو مشــــوهة لدى الكثير من الناس و هذا لأسـباب ذكرناه في بداية هذه الرسالة ، و التــابــع لطــريق أهــل الله ..كما سمعنا سيدنا الشيخ محمد بلقايد التلمساني قدس الله سرّه يقول..".. الفقيه يعادى الصوفي ، و الصوفي لا يعادي الفقيه ، و لاستهين بالفقه ."...ا..هــ ...، و صـدق من قال : ...".. علمنا علــم محـــبة و ذوق .."... ، و لـــذلك لا أقـول إلا ما سمعته من شيخي محمد الهادي أطال الله لنا في عمره ..".. ذكر الاسم الأعظم ... الله ... هو مفتاح لكل خير و قرب لكل قرب و السر الكامل لحــضور مع الله و رسوله .."... . أ هــ.. .
جعلنا الله من الذاكرين بصدق مستحضرين وسيلتنا الى الله ، و جعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم ، و جعلنا سبحانه مع أحبابـه الـسـائرين .
إليه بالتسلــــيم و التعظيم و ما توفيقي إلا بالله .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرقص الصوفي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فن السماع الصوفي
» المدد في المفهوم الصوفي
» المفهوم الصوفي للزهد في الدنيا
» الـذوق الصوفي: إشكالية المفهوم
» الذّكر منشور الولاية وعمدة الطريق الصوفي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الزاوية الهبرية الدرقاوية الشاذلية مداغ :: موقع الزاوية الهبرية الدرقاوية الشاذلية :: الزاوية الهبرية مداغ =لدخول لمجموع المواضيع من هنا-
انتقل الى: