فيُفهم من ذلك يا أحبابنا أن سيدنا رسول الله قسم البدعة إلى قسمين: إلى بدعة حسنة، وهي المحدثة الموافقة للقرآن والسنة وإلى بدعة ضلالة، وهي المحدثة المخالفة للقرآن والسنة.
ان الترك ليس دليل المنع
سيدنا ورسولنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم شفيق رحيم بأمته حريص على التخفيف عنها في التكاليف . وقد يترك فعل العمل خوفا ان يفرض على أمته ... واليك بعض الادلة :
= عن عائشة رضي الله عنها قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم )) ... رواه البخاري وغيره
= وعن عائشة ايضا في ذكر صلاته صلى الله عليه وآله وسلم بعد العصر ، قالت وكان لا يصليها في المسجد
مخافة أن تثقل على أمته وكان يحب ما خف عليهم وهذا ايضا في البخارى.
= جاء هذا المعنى في كثير من المواضع كالسواك وتأخير صلاة العشاء الى ثلث الليل ."لولا أن أشق على أمتي .....الخ).
= وفي البخاري ايضا ( يسروا ولا تعسروا )
ففي هذه الادلة رد على من يمنع الناس على فعل الخير بحجة ان الرسول لم يفعله .. فقد ترك عليه الصلاة والسلام التحية والصلاة قبل الجمعة مع حثه عليها وعلى الصلاة بين يدي كل فريضه لانشغاله بما هو أهم ... وقد قال العلماء : ان عدم الفعل لا يدل على المنع اطلاقا ... فاذا كانت ادلة الطلب العامة تدعو اليه والى مثله او أي وسيلة نفع عام صار ذلك المحدث داخلا في اطار السنة الحسنه.
وفى الترك تفصيلاً عند الأصولين و قد ذكره شيخ الاسلام (ابن تيميه) في مواضع من كتابه اقتضاء الصراط المستقيم وكذلك ابن القيم في اعلام الموقعين
وفى المسألة اقوال عدة راجعها ( غير مأمور ) فى الكتب الاتيه:-
افعال الرسول للعمروسي والبدعة للغامدي - أفعال الرسول للأشقر-
بعنوان حسن التفهم والدرك لمسألة الترك وللغماري رسالة
وبعبارة أخرى أن الترك لا يدل على الاستحباب كما ان الترك لا يدل على التحريم
5- من المحدثات فى زمننا
أ- تخصيص ليلة 27 رمضان لختم القرآن الكريم في المسجد الحرام وهى بدعة في أصل( العبادة ) لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفعلها صحابته الكرام !! فهي بدعة في العبادات!!فلماذا الإنكار الشديد على تخصيص ليلة ( المولد ) والتغاضى عن تخصيص ليلة27 رمضان لختم القرآن الكريم في المسجد الحرام ؟؟علماً بأن ذلك إبتداع في العبادات . وكما هو معلوم بأن الإحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس ( عبادة ) وانما ( عادة ) ومن زعم بأن الإحتفال بالمولد عبادة فعليه أن يأت بالدليل!!
ب- كما ان قراءة دعاء ختم القرآن في صلاة التراويح وكذلك في صلاة التهجّد في
المسجد الحرام يعتبر بدعة في أصل الدين !! في الصلاة !! لم يفعلها رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يفعلها صحابته الكرام
السنة:
هي فعل رسول الله وقوله وإقراراته, وقد أنتقل إلى الرفيق الأعلى وترك ستين ألف عين تطرف من المسلمين, لكل منهم أعمال, وآراء وأقوال رآها صلى الله عليه وسلم, وسمعها منهم وأقرهم عليا أو نهاهم عنها. فكل أعمال الصحابة - رضي الله عنهم - وأقوالهم وآراؤهم التي أقرها رسول الله سنة. وقد توسع بعض أهل الكشف بجعل من السنة أعمال التابعين أمام الصحابة رضي الله عنهم التي أقروهم عليها, وعلى هذا فوسعه السنة فوق أن يجمعها رجل واحد مهما بلغ من الكمال. فالسنة محلها في المجتمع الإسلامي جميعه. وقد ورد بأسانيد صحيحة أن خير الصحابة كانوا يضعون أكفهم على منبر الرسول صلى الله عليه وسلم - ويمسحون بها وجوههم. ورأى رسول الله أزياء الصحابة المختلفة كل الاختلاف, وعباداتهم في الرخصة والعزيمة مختلفة كذلك ولما كان هذا كله في دائرة الدين أقرهم صلى الله عليه وسلم.وكان الأذان في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثنى مثنى, إلا كلمة (لا إله إلا الله) فلما فتحت مكة أمر بلال أن يرقي فوق الكعبة ويؤذن. وكذلك لما توجه بلال - رضي الله عنه - إلى الشام أمره معاوية أن يؤذن بصلاة على بيت المقدس, فأحدث في الأذان بدعة حسنة وهى أنه ربع ألفاظ الأذان والسنة مثنى.
والبدعة
: هي ما استحدث بعد رسول الله وهي نوعان: بدعة حسنة وبدعة سيئة. أما البدعة الحسنة: فهي كل عمل يوافق أو ينطوي تحت ما أمر الله تعالي به, أو سنة رسول الله وكل عمل من أعمال الخير أو الصلاح مما استحدثه الصحابة بعد رسول الله فهو بدعة حسنة تؤيدها السنة, مثال ذلك ما سنة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في صلاة القيام جماعة بالمسجد في شهر رمضان, فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يسنها, ولم يأمر أحدا من الصحابة بها, وإنما كان صلوات الله وسلامه عليه يصليها في ليال متفرقة ولم يدع إليها, فهذا العمل من عمر بن الخطاب بعد رسول الله بدعة حسنة وهو يدخل تحت قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة الحديث ..) . وأما البدعة السيئة: فهي كل عمل مستحدث مخالف ما كان عليه رسول الله أو ما ورد عنه نص صريح, وهو ما عناه صلوات الله عليه بقوله (وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله وكل ضلاله في النار) وقوله عليه الصلاة والسلام: (... ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة). ويقابل هذا قوله عليه الصلاة والسلام (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) ..كما سن الإمام عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - الذكر في جماعة قعودا وقياما, بدليل أنه صلى العيد في صحراء خارج المدينة ثم جلس مع الصحابة رضوان الله عليهم يذكرون الله تعالي, فال عروة بن الزبير - رضي الله عنهما (الذين يذكرون الله قياما وقعودا) وأنت تذكره قاعدا, فأسرع بالقيام وذكر مع الجماعة قائما. فأخذ أئمة الطريق بسنته رضي الله عنه.
وبعد أن أنزل الله سبحانه وتعالى قوله (اليوم أكملت لكم يدنكم ... الآية) توسع الصحابة والتابعون في عمل القربات, وكان بعض أئمة الصحابة رضي الله عنهم يذهبون إلى القبور ويجلسون هناك لتحضر قلوبهم فارغة من الشواغل, ومن محادثه نسائهم وأولادهم. وكما زاد عثمان بن عفان رضي الله عنه - فى المسجد وفرشه وأتم جمع القرآن. وكما ترك الصحابة رضي الله عنهم خضاب لحاهم بعد أن أمروا به لعلمهم الحكمة, وذلك لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يتميزوا عن اليهود الذين يتركون الشيب فى لحاهم, فلما نشر الدين أطنابه ودق أوتاده ترك الناس خضاب لحاهم. وكما أمرهم صلى الله عليه وسلم بزيارة القبور بعد أن نهاهم عن زيارتها, ومن تتبع كتب السير والسنن, يرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن أشياء كثيرة في فجر الإسلام, ثم أباح العمل بها لمن شاء. كل ذلك لحكمة يعلمها الراسخون في العلم, ومن فكر في كيفية تحريم الخمر .. مخففا ثم مشددا .. يعلم حكمة الناسخ المنسوخ. فكل داع يدعو إلى الله تعالي لم يكن محيطا بمراد الشارع في أمره ونهيه .. وإباحته وحظره. .يجب أن يحصل العلم قبل أن يدعو غيره, حتى يكون على بينة من أمره.
ا c ..... f.87_. عنه بقوله (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين). وقال سبحانه (ولو شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا).ونحن مأمورون أن نتوسل إلى الله بما يقربنا إليه وينيلنا رضوانه الأكبر والحب لذاته, وأكمل وسيلة نتوسل بها إلى الله هي أعمال وأقوال وأحوال من بأتباعه يحبنا
السنة الحسنة:
بعد رسول الله الله صلى علية وسلم . وقد قام أصحابه رضي الله عنهم من بعده يلتمسون الأحكام. من و الله مجتهدين كتاب سنة رسوله و ذلك مثل قتال ما نعى الزكاة, و جمع القرآن على مصحف واحد, و كذلك ما حصل فى عصر سيدنا عمر رضى الله عنه فى جمع المسلمين على صلاة التراويح جماعة بالمسجد. فلم يكن ذلك Yi عهد رسول الله الله صلى علية وسلم . و أيضا تدوين الدواوين. و كذلك ما حصل من سيدنا عثمان رضى الله عنه فى الآذان الثانى لصلاة الجمعة, و توسيع مسجد الرسول صلى علية وسلم الله و كذلك جمع المسلمين على مصحف واحد و و احراق باقى المصاحف كل هذه الأمور تسمى بدعة حسنه أو سنه حسنه كما قال الرسول صلى الله علية وسلم :
" من سن سنة حسنه فله أجرها و أجر من عمل بها الى يوم القيامة "رواه مسلم و الترميزى و ابن ماجه , وقال صلى الله علية وسلم
" عليكم بسنتى و سنة الخلفاء الراشدين المهتدين من بعد "رواه ابن ماجه و الترميزى, ثم جاء النابعين فحدثوا علوم الحديث .
و وضعوا النقط على حروف القرآن و حركات الاعراب. و و كتبوا دونوا تفسير القرآن و لم يكن ذلك على عهد الرسول صلى الله علية وسلم
و كثير من الأحداث التى استجدت و تستجد فى المسلمين بحكم تغيير الظروف حتى تسير الحياة. وواجب علماء المسلمين أن يجتمعوا و يدرسوا الأمور التى تغييرت فى مجتمع المسلمين و يضعوا لها السنت من الكتاب و السنة النبوية, اذن البدعة الحسنة (أو السنة )
هى استنباط من كتاب الله وسنة رسوله و هى كل عمل خير اجتمع عليه المسلمين و يكون نابع من شرع الله. و من البدعة الحسنة أو السنة التى استحسنها المسلمون من أعمال الخير الأحتفال بالمولد النبوى الشريف و المناسبات الدينية و كختم القرآن فى صلاة التراويح فى المسجد الحرام و المسجد النبوى و أمور كثيرة لا عد و لا حصر لها. و فى هذا تقرير لأهم المبادئ الدينية. و هى أن الله و رفع الحرج الأثم عن عن المسلمين Yi كل ما يأتونه من أمور لم تكن موجوده على عهد الرسول علية وسلم صلى الله و لا تتنافى مع مبادئ الدين و لا روح الاسلام فليس كل ما سكت عنه رسول الله بدعة سيئة أو حراما. و قد قال رسول الله الله صلى علية وسلم لسيدنا معاذ ابن جبل عندما أرسله واليا على اليمن "كيف تقضى اذا عرض لك القضاء? قال: أقضى بما فى كتاب الله. وقال: فان لم يكن فى كتاب الله? قال: فبسنة رسول الله. قال: فان لم يكن بسنة رسول الله? قال: أجتهد رأى و لا ألوا. فضرب رسول الله الله صلى علية وسلم على صدره و قال: الحمد لله الذى وفق رسول الله لما يرضى رسول الله. رواه أحمد و الطبرانى و غيرهم ,
فحتى Yi عهد رسول الله الله صلى علية وسلم و و القرآن ينزل الرسول يبين. قد أقر الرسول صلى الله علية وسلم أجتهاد أصحابه Yi حل المشكلات التى تحدث لهم مما لم يجوا فيها حكما Yi كتاب الله و سنة رسوله علية وسلم صلى الله من و لأن الأوضاع الظروف تختلف مكان الى مكان و من مجتمع الى مجتمع. قال تعالى "وما عليكم فى الدين من حرج" بيانا لوسعة الاسلام و توضيحا لفضل الله على المسلمين و رحمته بهم .
هذا كتاب تهذيب "الأسماء واللغات". تأليف الإمام العلامة الفقيه الحافظ أبي زكريا يحيا بن شرف النووي المتوفى سنة 676 هـ. هذا الكتاب طبع دار الكتب العلمية الطبعة الأولى سنة 1428 هـ. في هذا الكتاب في الصحيفة 277 يقول النووي :" وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي رضي الله عنه قال : المحدثات من الأمور ضربان، أحدهما ما أُحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو اجماعا فهذه البدعة الضلالة، والثانية ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من العلماء وهذه محدثة غير مذمومة، وقد قال عمر رضي الله عنة في قيام شهر رمضان: نعمتُ البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن". وقد روى ذلك عن عمرَ البخاريُ في صحيحه.
الشيء المحدث الذي لم ينص عليه القرآن ولا حديث رسول الله ,هذا يقال له بدعة.
ثم هذا الأمر ينقسم إلى قسمين: قسم يخالف ما نص عليه اللهُ ورسولُه ويسمى بدعةٌ سيئة، وقسم لا يخالفه بل يوافقه في نظر أهل العلم والمعرفة ويسمى بدعةٌ حسنة
وإليكم الآن "كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري" للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفّى سنة 852 هـ. هذا الكتاب طبع دار الكتب العلمية المجلد الخامس الجزء الرابع الطبعة الأولى سنة 1425 هـ. في الصحيفة 219 يقول ابن حجر :" قوله : قال عمر : نعم البدعة. والبدعة أصلها ما أحدث على غير مثال سابق وتطلق في الشرع في مقابل السنة قتكون مذمومة والتحقيق أنها إن كانت مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة وإن كانت مما تندرج في الشرع فهي مستقبحة وإلا فهي من قسم المباح وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة".
هذا آخر كلام الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني هذا ما قال علماء أهل السنة وهذا ما نحن عليهاا
بدعة الضلال
فهى كما قال رسول الله , الله صلى علية وسلم من أحدث Yi أمرنا ما ليس له فيه فهو رد "عن عائششة رضى الله عنها .
اذن بدعة الضلال هى الأمر المنكر شرعا و عرفا ولم يكن له أصل Yi كتاب أو سنة رسوله الله الله صلى علية وسلم . و هى التى يضل صاحبها عن طريق الله و رسوله و يهوى بها فى مزالق الشر و الفساد و هى مردودة على صاحبها و لا تقبل منه وذلك مثل ابتداعات الفرق و الضلال التى غيرت معالم العبادات و المعاملات التى شرعها الله و رسوله. أو تحرم ما أحلة الله و رسوله. أو الفرق التى تطعن فى أئمة المسلمين. أو الفرق التى تحدث القاق و التفرقة بين المسلمبن و تبلبل أفكارهم و تضرب بعضهم ببعض. أو الفرق التى تتعصب لبعض المذاهب و الارآء و تسجع الجدل و المراء و الخصومة. أو الفرق التى تتبع الآيات المتشابه فى كتاب الله أو فى السنة و تحاول تطويع هذا التشابه لأغراضهم و أهوائهم المنحرفه و يشيعون بذلك الفتن بين المسلمين. كل هذه الفرق ابتدعت فى الاسلام و فى الأمة بدعة الضلال التى يضون بها أنفسهم و غيرهم .
أقوال جهابذة علماء الأمة والذين يعول على كلامهم
اولا : قال العلامة وحيد عصره وحجة وقته, وشارح صحيح مسلم الإمام الحافظ النووي رضي الله عنه: قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صحيح مسلم (6-21) ما نصه: ((كل بدعة)) هذا عام مخصوص والمراد غالب البدع, وفال أهل اللغة: هي كل شئ عمل على غير مثال سابق, وهي منقسمة إلى خمسة أقسام. وقال كذلك في (تهذيب الأسماء واللغات): البدعة بكسر الباء في الشرع هي إحداث ما لم نكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة. وقال أيضا: والمحدثات, بفتح الدال جمع محدثة, والمراد بها: ما أحدث وليس له أصل في الشرع .. ويسمى في عرف الشرع بدعة, وما كان له أصل يدل عليه الشرع فليس ببدعة, فالبدعة في عرف الشرع مذمومة بخلاف اللغة, فإن كل شئ أحدث على غير مثال يسمى بدعة سواء كان محمودا أو مذموما. أه
ثانيا : قال عالم الاسلام في الحديث الحافظ شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني شارح البخاري المجمع على جلالة قدره ما نصه: ((وكل ما لم يكن في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم يسمى بدعة, لكن منها ما يكون حسن ومنها ما يكنون خلاف ذلك)) أه
ثالثا: وروى الإمام البيهقي في مناقب الشافعي رضي الله عنه, انه قال: المحدثات ضربان: ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه بدعة الضلال, وما أحدث من الخير ولا خلاف فيه لواحد من هذا فهو بدعه حسنه. أه. وروى أبو نعيم عن إبراهيم الجنيد قال: سمعت الشافعي يقول: البدعة بدعتان: بدعة محمودة وبدعة مذمومة, فما وافق السنة فهو محمود, وما خالف السنة فهو مذموم
رابعا: وقال سلطان العلماء العز بن عبد السلام رضي الله عنه: في آخر كتابه (القواعد (ما نصه: ((البدعة منقسمة إلى واجبة, ومحرمة, ومندوبة, ومكروهة ومباحة)), قال: ((و الطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة فإن دخلت في قواعد الإيجاب فواجبة, وأن دخلت في قواعد التحريم فمحرمة, أو الندب فمندوبة أو المكروه فمكروهة, أو المباح فمباحة)) أه فهؤلاء ممن ذكرنا قد قسموا البدعة إلى أقسامها المذكورة
قال ابن تيمية في كتاب قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة :
[ وكل بدعة ليست واجبة ولامستحبة فهي بدعة سيئة وهي ضلالة باتفاق المسلمين ومن قال في بعض البدع إنها بدعة حسنة فإنما ذلك إذا قام دليل شرعي أنها مستحبة فأما ماليس بمستحب ولا واجب فلا يقول أحد منا لمسلمين إنهامن الحسنات التي يتقرب بها إلى الله
و الله من وراء القصد و هو يهدى السبيل و صلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه و سلم