"بدعة استبدال مصطلح السلفية بالإسلام"
يقول الله عز وجل: ﴿ إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلْإِسْلَـٰمُ ﴾ [سورة آل عمران آيـة 19]
*
*
ويقول: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلْإِسْلَـٰمِ دِۭيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلْأَخِرَةِ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ﴾ [سورة آل عمران آيـة 85 ]
*
*
ويقول: ﴿مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَٰهِيمَ هُوَ سَمَّٰكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِى هَـٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا۟ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ﴾ [سورة الحج آيـة 78]
*
*
ويقول:﴿فَإِن تَوَلَّوْا۟ فَقُولُوا۟ ٱشْهَدُوا۟ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [سورة آل عمران آيـة 64]
*
*
ويقول: ﴿قُـلْ إِنِّىٓ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ مُخْلِصًۭا لَّهُ ٱلدِّينَ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلْمُسْلِمِينَ ﴾ [سورة الزمر آيـة 11 ـ 12]
*
*
ويقول: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰٓ إِلَى ٱلْإِسْلَٰمِ﴾ [سورة الصف آيـة 7]
*
*
ويقول: ﴿ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُم نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلْإِسْلَـٰمَ دِينًۭا ﴾ [سورة الـمـائـدة آيـة 4]
ورغم كل هـذه التأكيدات العديدة والمتعددة مــن الله سبحانه وتعالى
والمنثورة نثراً والمبثوثة بثاً والمكرورة مراراً وتكراراً في كتابه العزيز على أن دين هذه الأمة هو "الإســـــلام" ابتداءً بنبيها العظيم صلى الله عليه وسلم، متبوعاً بالصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، مروراً بالتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أقول رغم هذا كله يصر بعض إخواننا في الله على أن يَنْتَسِبُوا إلى السلفية وعلى تَسْمِيَّةِ أنفسهم بالسلفيين!
يقول أحد السلفيين: "إننا لا نجد في أحكام الإسلام ــــــ وبالتالي في السلفية ـــــــ ما يمنع من السعي في بلوغ أعلى الدرجات"(1)
إن هذه الجملة الاعتراضية لم تأت هنا بدون قصد، إن لفظ "السلفية" يُسَاوِي عند السلفيين لفظ "الإسـلام" بل هو عَيْنُهُ!
قد لا يقولون ذلك صراحةً؛ ولكن اللاشعور يلعب دوراًً كبيراً في ذلك؛ إن بدعة استصنام ما هو أرضي، وخَلْعُ القدسية على آراء الرجال، هي التي أودت بكثير من الأمم إلى أسفل سافلين؛ وهي التي كَبَّلَت الأمة بقيود التخلف، وجعلتها تكاد تعجز عن اللحاق بركب الحضارة. (2)
كلما قرأت كتابا لهؤلاء إلا وَوَجَـدتُّ فيه العبارات التالية:
"العقيدة السلفية"؛
"الـدعوة السلفية"؛
"الشـباب السلفي"؛
"الـمنـهج السلفي"(3)
ألا يَـسَـعُ هـؤلاء "الإســلام"؟ أيستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حماد بن أحمد القباج المراكشي "السلفية في المغرب ودورها في محارب الإرهاب" ط1، 1429 هـ 2008 م طباعة طوب بـريس، الرباط، ص56
(2) إن الحضارة المعاصرة تسير وهي عرجاء، بل تنط برجل واحد، وذلك لاعتمادها على التقدم التكنولوجي والمنجزات المادية فقط، وفقدت الاهتمام بما هو روحي؛ وهذا الأخير هو الذي كان من المفروض أن يهتم به المسلمون، تنميةً ورعايةً، حتى تتمكن الحضارة من الوقوف على رجليها ــــ المادي والروحي ــــ وتخطو خطواتها إلى المستقبل وهي تسير سيرأ مستقيماً؛ وليس المقصود بالجانب الروحي الشعائر الدينية فقط، وإنما المفصود إضافةً إلى ذلك تنمية القيم والأخلاق، تزكية النفس وطهارة الوجدان، الرقي بالإنسان إلى منزلة يكون فيها أهلاً لحمل الأمانة التي أشفقت من حملها السماوات والأرض والجبال؛ ألا وهي الأمانة المزدوجة: "أَمَانَةُ الْعُبُودِيَّةِ لِلَّهِ تَعَالَى طَوْعاً وَاخْتِيَّاراً مِنْْ جِهَةٍ، وَأَمَانَةُالْخِلاَفَةِ عَنْهُ سُبْحَانَهُ مُسَتَخْلَفاً وَمُكَرَّماً مِنْْ جِهَةٍ ثَانِيَّةٍ"
(3) قال فـ ضيلة الشيخ السلفي: ((لو قلت بدل العقيدة السلفية: "عقيدة أهل السنة والجماعة!" فهل يكون في ذلك ما يستنكر؟ وكذلك الدعوة السلفية؛ لو قلت بدلها: "دعوة أهل السنة والجماعة " أيكون ذلك مستنكراً؟! ونفس الأمر ينطبق على الشباب السلفي والمنهج السلفي؛ ونفس الشيء نـقـوله فــي"وبــالـتـالي في السلفية" لو قلت بدلها: "وبالتالي في منهج أهل السنة والجماعة" فهل في ذلك مـــا يستنكر؟!))
قـلـتُ: يجب أن نحتكم إلى كتاب الله وإلى السنة النبوية المطهرة؛ هل وردت كلمة السلفية التي هــي "مصدر صناعي" في أحــدهما كــما هــو الحال بالنسة إلى كــلمة "السنة" وكــــلمة "الجماعة"؟ فلو قلت لأي إنسان ممن ينتمي لهذه الأمة المحمدية: هل أنت سلفي؟ وقــال: لا، هــل يكون آثماً؟ طبعاً لا، إنه قــد يقول لك: أنا صوفي؛ أو وســطي؛ أو تبليغي؛ أو إخــواني؛ أو مالكي؛ أو شافعي؛ أو حنفي؛ أو حنبلي؛ وهذه كلها مصطلحات فرعية، لا حرج على أي مسلم من أن ينتمي إلى إحداها. أما إذا قلت له: هل أنت من "أهل السنة والجماعة"؟ ألا يكون آثما إذا قال لا؟!
منقول من كتابنا : "السلفية أيستبدل المصطلح بالإسلام؟"
الشيخ محمد أبو زهرة