الأنس
- سئل الجنيد رحمه الله عن الأنس بالله فقال: "ارتفاع الحشمة مع وجود الهيبة".[1]
- وقال أيضا رضي الله عنه: "الاستئناس بالناس حجاب عن الله، والطمع فيهم فقر الدارين".[2]
- يقول الجنيد: "كنت أقول للحارث كثيرا: عزلتي وأنسي، وتخرجني إلى وحشة رؤية الناس والطرقات؟ فيقول لي: كم تقول أنسي وعزلتي؟ لو أن نصف الخلق تقربوا مني ما وجدت بهم أنسا، ولو أن النصف الآخر نأوا عني ما استوحشت لبعدهم".[3]
- قال الجنيد رحمه الله: "أهل الأنس يقولون في كلامهم ومناجاتهم في خلواتهم أشياء هي كفر عند العامة. وقال مرة: لو سمعها العموم لكفروهم، وهم يجدون المزيد في أحوالهم بذلك، وذلك يحتمل منهم ويليق بهم، وإليه أشار القائل:
قوم تخالجهم زهو بسيدهم والعبد يزهو على مقدار مــــــولاه
تاهوا برؤيته عما سواه له يا حسن رؤيتهم في عز ما تاهوا".[4]
الهوامش
[1] اللمع، أبو نصر السراج الطوسي (ت378هـ)، تحقيق: عبد الحليم محمود وطه عبد الباقي سرور، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، د.ط، 1423هـ/2002م، ص: 97.
[2] الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية، زين الدين محمد عبد الرؤوف المناوي (ت1031هـ)، تحقيق: أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 2008م، 1/453.
[3] حلية الأولياء، 10/274.[iii]
[4] إحياء علوم الدين، أبو حامد الغزالي (ت505هـ)، تحقيق: سيد عمران، دار الحديث، القاهرة، د.ط، 1425هـ/2004م، 5/424-425.